اضطر رب أسرة بجماعة انجيل القروية، بإقليم بولمان، نهاية الأسبوع الماضي، إلى تكبد عناء قطع ما يقرب من 85 كيلومترا حاملا طفلين له، تعرضا ل«عضات» كلاب ضالة وأصيبا بمرض الكلب (الجهل)، للوصول إلى مستشفى ميسور البلدة التي يوجد بها مقر عمالة بولمان، وجل المراكز الإدارية الأخرى للعمالة. الأب الحسين يكو، الذي يقطن بدوار انجيل أيت الحسن، خاب ظنه في أقسام الجماعة القروية انجيل، والتي يفترض أن تكون قد خصصت في ميزانيتها السنوية أقساطا لاقتناء أدوية خاصة بمحاربة عضات الكلاب الضالة، وتجهيزات تمكنها من محاربة هذه الكلاب التي تشن عليها الجماعات المحلية حملات للقضاء عليها، وتخصص لهذه الحملات أرصدة مالية، بالرغم من أن جزءا من هذه الحملات يدرج فقط في الأوراق بينما تترك الكلاب الضالة لتتجول في الشوارع والأزقة، ولتنهش أجسام المواطنين، وتصيب بعضهم بمرض «الجهل»، وهو مرض يوصف بالخطير. فقد وجد أن المجلس القروي لا يمتلك أي أدوية لمواجهة عضات الكلاب، والأدهى أنه لا يمتلك سوى خرطوشتين لمواجهة هذه الكلاب التي حولت حياة السكان إلى جحيم. ولم يجد حتى سيارة إسعاف تسعفه في نقل الطفلين حفيظة ومحمد إلى المستشفى بمدينة ميسور لتلقي العلاجات اللازمة، خصوصا وأن الجروح التي أصيبا بها نتيجة نهش الكلاب لجسديهما كانت خطيرة. وتحمل الحسين يكو حتى مصاريف شراء الأدوية والحقن. ودقت تقارير نشطاء حقوقيين بالإقليم ناقوس الخطر بخصوص انتشار الكلاب الضالة في عدد من القرى التابعة لإقليم بولمان. وقال محمد بلكميمي، في تقرير له حول الموضوع، إن هذا الحادث يكشف بالملموس تدهور الخدمات الصحية المقدمة من سيارة إسعاف تحسبا لطوارئ الكلاب الضالة، ولدغات ولسعات الحشرات السامة والأفاعي، والسيول والانحرافات، وحوادث السير...الخ، خاصة أن الدوار يوجد على طريق وطنية تربط إقليم بولمان بالأقاليم الأخرى، خاصة الصحراوية منها، يضيف المصدر نفسه. جماعة انجيل القروية لها من عائدات المنتوج الغابوي والأراضي الرعوية الشاسعة، ما يغنيها لتوفير خدمات الأمن والأمان الشخصي والسلامة البدنية لمواطنيها وحق الطفولة في اللعب دون مخاوف من اعتداءات الكلاب وما يشبهها من أهوال لساكنة يبلغ عددها حوالي 1550 بدوار انجيل ايت لحسن، مسرح حوادث الكلاب الضالة، لوحده حسب إحصائيات 2004 ضمن حوالي 18 دوارا تابعا للجماعة المذكورة، يورد الناشط نفسه.