كشف مصدر مطلع أن مطار بنسليمان تعرض لعملية سطو غير مسبوقة بعد اختفاء غامض ل39 محولا كهربائيا. وأوضح المصدر ذاته أن الحادث وقع ليلة الثلاثاء 14 غشت الجاري بعد أن استغل الجناة، نظرا لضخامة العملية، وجود ثغرة كبيرة بطول حوالي عشرة أمتار في سور المطار للعبور بسهولة إلى داخله وتفكيك عدد كبير من المحولات الكهربائية الموجودة على جانبي المدرج، والتي يفوق عددها المائة، وتؤمن الإنارة الأرضية لمساعدة الطائرات على الهبوط الآمن ليلا. وأشار المصدر ذاته إلى أن عملية السطو على المحولات الكهربائية تمت بشكل احترافي، حيث لم يتم اكتشاف الأمر إلا بعد عدم تمكن طائرة كانت تستعد للهبوط بالمطار ليلة الثلاثاء الماضي من استكمال عملية النزول، حيث تبين بشكل مفاجئ غياب الإنارة الأرضية ليتم تحويل اتجاهها إلى مطار محمد الخامس الدولي لإنقاذ الموقف. في السياق ذاته، أكد المصدر ذاته أن إدارة مطار بنسليمان أحاطت الحادث بتكتم شديد لأسباب مجهولة، واتهمت الخنازير بالتسبب في الحادث، مضيفا أن إدارة المطار قامت بعد ذلك باستقدام محولات أخرى وتقنيين كهربائيين من مطار محمد الخامس لتعويض المحولات التي اختفت. وقد أكد نفس المصدر أن عملية من هذا الحجم تستلزم عددا مهما من الأفراد وكذا وسائل لوجستيكية مهمة لتنفيذها نظرا للعدد الكبير من المحولات التي تم السطو عليها، مضيفا أن العملية تستلزم أيضا قطع مسافة طويلة على طول المدرج، مما يستدعي حتما استعمال وسيلة للتنقل، مستغربا في الوقت ذاته من كيفية ولوج هؤلاء الأفراد على متن وسيلة النقل تلك مدرج المطار والقيام بعمليتهم وبعد ذلك الانسحاب في هدوء دون إثارة الانتباه، مستغلين الثغرة العريضة الموجودة بسور المطار، مما يطرح تساؤلات كبيرة حول مستوى الأمن بالمطار المذكور. من جانبها، أكدت إدارة المكتب الوطني للمطارات خبر سرقة المحولات الكهربائية من مطار بنسليمان، وأوضح مصدر مسؤول في اتصال هاتفي مع «المساء» أن التحقيقات جارية من طرف الدرك الملكي من أجل الوصول إلى الجناة الذين قاموا باقتحام المطار والسطو على المحولات الكهربائية. وفي سياق متصل، علمت «المساء» من مصدر مطلع أن مسؤولا كبيرا بالإدارة العامة للمكتب الوطني للمطارات زار مطار الرباطسلا بعد نشر خبر تعطل أجهزة الاتصال مع الطائرة التي كان سيستقلها الأمير مولاي رشيد وطالب العاملين بالقسم التقني بتقديم معطيات عن مسرب الخبر. وأضاف مصدرنا أن المسؤول المذكور منح 12 موظفا بالمكتب مهلة تمتد إلى يوم الاثنين المقبل من أجل الكشف عن الجهة التي سربت الخبر إلى «المساء»، متوعدا بنقل الجميع إلى مطارات أخرى إذا رفضوا الكشف عن مسرب الخبر.