وصف محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة حصيلة المشاركة المغربية في أولمبياد لندن التي اختتمت الأحد الماضي ب«المخيبة» و«غير المشرفة»، وأن الإخفاق كان في العرض والحصيلة. وأبرز أوزين في اتصال أجرته معه «المساء» أن الرياضة المغربية باتت في حاجة إلى ثورة حقيقية، مشيرا إلى أنه منذ سنوات والرياضة المغربية تخفي عجزها خلف ميدالية أو ميداليتين أو إنجازات عابرة. و تابع أوزين: «منذ 1998 ونحن نخبئ إخفاق رياضتنا بفوز صغير أو ميدالية صغيرة مثلما هو حاصل اليوم وهو ما لا ينبغي أن يستمر»، موحها رسائل للجامعات المشاركة في الأولمبياد يطلب منها تقييمها لما حصل على أن يعقد في مستهل الشهر المقبل ندوة صحفية للكشف عن الخلاصات التي ستهم المجال الرياضي وفضائح تعاطي المنشطات. وقال أوزين: «لم أرد أن أتسرع بعد أن كاتبت الجامعات الملكية التي شاركت في الألعاب الأولمبية التي اختتمت قبل أيام بلندن وطالبت منها أن تفسر ما حصل، علما أن هناك منطقين في المقاربة وهما حصيلة الميداليات والأداء والنتيجة وهما معا لم يتحققا وأنا لم يقلقني فقط غياب الميداليات بل أيضا غياب الأداء والعرض القوي والمشرف فلو تمكنوا من تجاوز الأدوار الأولى وتقاتلوا مثلما فعل البطل إيكيدير الذي انتزع ميدالية لن يكون هناك مشكل لكن ما لاحظناه أن كل من يصعد للحلبة يسقط بالضربة القاضية في أقل من دقيقة فهل يعقل أن نصرف إمكانيات كبيرة وتكون الحصيلة بهذا الشكل؟». وأضاف:»سيكون هناك تقييم شامل لأننا الآن سندخل مرحلة المحاسبة بعد أن وفرنا جميع الظروف وأنا أولا أريد أن أسمع للجامعات ونعرف ما هو المشكل وقد تم تأخير الكشف عما وصلنا إليه لغاية الأسبوع الأول من شهر شتنبر المقبل بالنظر لعطلة العيد وبداية الموسم الرياضي». وتابع: «أنتظر أيضا التعرف على نتائج التقارير الرسمية حول ثبوت تعاطي المنشطات علما أن الوحيد الذي تبث في شأنه ذلك هو الكومري ولا ينبغي أن يكون هناك تسرع حيث لا تزال هناك فرصة لكي يدافعوا عن أنفسهم وأنتظر تقرير الجامعة، وبناء على ذلك سأتخذ قرارات حاسمة لأنه إن لم نتخذ إجراءات زجرية سيتواصل مسلسل الضحك علينا وعليهم أن يعرفوا أننا لا نضحك في هذا المجال والشعب المغربي ينتظر مني تفعيل ما قلته عن قرارات حاسمة في كرة القدم وأنا متجه إليها ويلزمني بعض الوقت فقط». واستطرد الوزير قائلا: «من جهة أخرى ينبغي أن نكون موضوعيين لأنه لا يمكن أن نصنع بطلا عالميا أو أولمبيا في ثلاث أو أربع سنوات، وكما أسلفت أنا لم أقل بأنه كان على الجميع العودة بميدالية ولكن على الأقل أن يقدموا أداء مشرفا مثلما فعلت تونس في منتخبات كرة السلة واليد والطائرة إذ رغم أنهم لم يحرزوا ميداليات، لكنهم شرفونا جميعا وبالتالي لو تمكن الفريق الوطني أو رياضيونا من تجاوز الدور الأول والذهاب بعيدا في المنافسات لما كان هناك مشكل وبالتالي هناك شيء ما لا يسير على مايرام». وعلق أوزين على حصيلة الأولمبياد التي كانت عبارة عن برونزية واحدة وضعتنا في ذيل سبورة الترتيب رفقة دول بينها أفغانستان بجانب انسحابات وإقصاءات مبكرة وفضائح منشطات بالقول:» بكل صدق منذ عام 1998 كنا نخبئ إخفاق رياضتنا لأنها لم تكن عندها أي منظور أو توجه وكنا دائما نخبئ الإخفاق وراء فوز صغير أو ميدالية صغيرة، مثلما حاصل الآن لكن اليوم تلزمنا ثورة في المجال الرياضي وهي ثورة لا تأتي بسرعة حيث نهيئ لها الظروف عبر دفتر التحملات المقبل، وهو الذي سيمنحنا الانطلاقة التي ستتم بعد أن نتوصل بتقييم الجامعات ولا مفر من مراجعة شاملة لبرنامج إعداد رياضيي الصفوة». وأضاف متحدثا عما ينتظره من الندوة الصحفية لبداية شهر شتنبر: «أريد للقاء الصحفي الكبير أن يكون بمثابة مناظرة يتم فيها تبادل الرأي لأني أعتز بمقالات تحليلية وأفكار هادفة تناقلتها الصحافة الوطنية وأخذت بها». وختم أوزين تصريحه بالقول: «اليوم نحن لا نبحث عن تصفية الحسابات أو الانتقام من أحد وأن لا يرمي كل طرف المسؤولية على الطرف الآخر لأن الوجه «مشروك» ونريد أن نحضر الحكمة والتعقل وأن يكون هناك تعاقد نسير من خلاله لوجهة محددة».