الرباط محمد أحداد قال نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ووزير الإسكان، إن حزب العدالة والتنمية غير مواقفه تجاه الأمازيغية، معتبرا أنه حدث تقدم ملحوظ في مواقف البيجيدي في الفترة الأخيرة، الشيء الذي لا يطرح مشكلة كبيرة في تنزيل القانون التنظيمي المتعلق بالأمازيغية. أبرز بنعبد الله الذي كان يتحدث في الملتقى الوطني الثالث حول الأمازيغية مساء أول أمس الخميس بالرباط أن مكونات التحالف الحكومي لن تجد صعوبات بالغة في إقرار القانون التنظيمي المتعلق بالأمازيغية بالنظر إلى وجود وزراء يحملون قناعات راسخة في ما يرتبط بهذا الموضوع، مؤكدا أنه بالرغم من المواقف التي تبناها حزب الاستقلال أثناء المناقشات التي صاحبت تبني المغرب دستورا جديدا، فإن مواقف وزراء الحكومة تعطي الانطباع بأن الحكومة ستحقق سقفا عاليا من مطالب الحركة الأمازيغية. في السياق نفسه، أقر بنعبد الله بأن الصيغة التي أقر بها الدستور الأمازيغية تبقى غامضة وتطرح الكثير من علامات الاستفهام، وكان يجب أن «تدستر بطريقة أدق». لكن ذلك لا يثني مكونات الأغلبية الحكومية ومعها فعاليات المجتمع المدني عن بذل مجهودات قصوى لتحقيق تطلعات الشعب المغربي. وحذر بنعبد الله مما أسماه بعض الأوساط المحافظة التي ستسعى إلى إقرار قانون تنظيمي مبتور لن يخدم الأمازيغية في شيء، و”هذا ما سنتصدى له” يضيف بنعبد الله. ولم يفوت بنعبد الله الفرصة ليهاجم خصومه السياسيين، مشيرا إلى أن مشاركته في الحكومة تصب في اتجاه تقوية معسكر الإصلاح ضد بعض الانحرافات التي عرفها المشهد السياسي المغربي قبل الانتخابات الماضية. وأكد بنعبد الله أن الضغط الذي مارسه الحراك الشعبي أدى إلى غياب بعض هذه الانحرافات، وحذت بحزبه إلى المشاركة في الحكومة التي يقودها الإسلامي عبد الإله بنكيران. ونبه نبيل بنعبد الله إلى ضرورة توخي الحذر في افتعال نقاش جديد حول الحرف الأمازيغي، موضحا أن »المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حسم في هذا النقاش ولا داعي لإثارته من جديد كنوع من المزايدة من قبل أطراف معينة». من جهته، فاجأ محمد أمين الصبيحي، وزير الثقافة، الجميع حين قال إنه ما تزال هناك قوى مناهضة للأمازيغية في المغرب ويتوجب التصدي لها لحماية التنوع الذي يسم المجتمع المغربي. وهاجم الصبيحي ما وصفه بالعقليات القديمة المناهضة للتنوع بالمغرب، والتي صنعتها الدولة قبل خطاب أجدير التاريخي، معلنا أن الميثاق الوطني حول اللغات والثقافة أصبح جاهزا وسيتم الكشف عنه في متم هذا الشهر أو بداية الشهر المقبل ليكون وعاء للمجلس الوطني للغات والثقافة الذي أقره الدستور الحالي.