فجر نقابيون تابعون لوزارة الصحة فضائح مالية جديدة، كاشفين عن توفرهم على وثائق تورط مسؤولين بالوزارة في صفقات أشاروا إلى أنها مشبوهة تتعلق بمشروع «وهمي» يخص «شبكة الإعلام المشتركة للصحة». وكشف النقابيون، التابعون للمكتب النقابي لموظفي وأعوان الإدارة المركزية التابع للجماعة الوطنية للصحة، خلال اجتماع لهم الأسبوع الماضي، حصولهم على وثائق تخص مشروع «شبكة الإعلام المشتركة للصحة»، وهي الوثائق التي تبرز أن قطاع البريد والمواصلات وتكنولوجيا الإعلام بالوزارة صرف ميزانيات ضخمة على مشاريع لم تنجز. وتشير الوثائق المذكورة إلى أن قطاع البريد والمواصلات وتكنولوجيا الإعلام بوزارة الصحة أبرم صفقة رقم 2005/5 بمبلغ إجمالي قدره مليون و650 ألفا و168 درهما لإنجاز بوابة إلكترونية جامعة تتعلق بشبكة الإعلام المشتركة للصحة وبوابة جنيسة تستعمل من طرف أعضاء هذه الشبكة والعموم من خلال إحداث رابط إلكتروني بين جميع المتدخلين في ميدان الصحة لتداول المعلومات بينهم، على أن يُعهد للجنة تقنية بتتبع مختلف مراحل التنفيذ. وعلى خلاف هذه الخطوات المسطرة، تُظهر الوثائق سالفة الذكر أن رئيسة قسم المعلوميات والمناهج بالوزارة أقصت، حسب نقابيي الوزارة، أعضاء اللجنة التقنية المكلفة بتتبع تنفيذ المشروع على صعيد وزارة الصحة وقامت بالتوقيع، «بصفة منفردة»، على محضري استلام مؤقت، تم توقيع أولهما بتاريخ 14 دجنبر 2009، ويخص المرحلة الرابعة من المشروع والمتعلقة بإنجاز البوابة الالكترونية الجامعة والجنيسة ووحدات التكوين والمؤتمرات عن بعد، وهي المرحلة التي كلفت 41.23 في المائة من ميزانية المشروع الإجمالية، أي 680 ألفا و400 درهم. وأفادت المعطيات ذاتها، الواردة في بلاغ للمكتب النقابي المذكور، أن محضر الاستلام الثاني الذي تم توقيعه دون أن تُنجز المشاريع يتعلق بالمرحلة الخامسة الخاصة بوضع الحل المعلوماتي والتكوين على استخدامه وصيانته بتاريخ 3 غشت 2010، والتي كلفت ميزانية قدرها 646 ألفا و68 درهما، أي بنسبة 39.15 في المائة من المبلغ الإجمالي للصفقة. وأكدت المعطيات ذاتها أن وزارة الصحة، بناء على محضري الاستلام سالفي الذكر، صرفت مبلغ مليون و326 ألفا و468 درهما للشركة التي ظفرت بالصفقة دون أن تقوم هذه الأخيرة بإنجاز الخدمات المتفق عليها أو تقوم بتسليم هذه الخدمات للوزارة، عكس ما يفيد بذلك المحضران اللذان يشهدان على استلام الخدمات. وطالبت الهيئة النقابية المذكورة بفتح تحقيق في ما وصفته «فضيحة شبكة الإعلام المشتركة للصحة»، علما أن وزير الصحة، الحسين الوردي، أعلن، في وقت سابق، عن فتح تحقيق في فضيحتين تخصان التدبير المعلوماتي بالوزارة، وتتمثلان في صرف مبلغ 4 ملايين و614 ألفا و468 درهما على مشاريع وهمية وأنظمة معلوماتية مقرصنة.