تحولت أزقة حي درب الكبير بالدارالبيضاء إلى ساحة حرب حقيقية مساء أول أمس الأحد بين رجال الشرطة وأفراد من عائلة وجيران أحد تجار المخدرات، اضطر فيها أحد رجال الأمن إلى استعمال سلاحه الناري من أجل إنهاء المواجهة. وأكد شهود عيان ل«المساء» أن المواجهات الدامية بين الطرفين انطلقت حينما قام أفراد الأمن بتوقيف تاجر مخدرات قبل أن يفاجؤوا بمحاصرتهم من طرف عائلة المعني بالأمر وبعض سكان الحي الذي يقطن به مدججين بالأسلحة البيضاء، مما دفع رجال الأمن إلى الفرار من المكان. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن أفراد عائلة المتهم حاصرت رفقة أبناء الحي أحد أفراد الأمن من أجل مطالبة زملائه بإطلاق سراح المتهم، وهو الأمر الذي دفع الضابط الذي كان يقود عملية التوقيف إلى استعمال سلاحه الناري من أجل تخليص زميله، مضيفة أن الرصاصة التحذيرية التي أطلقت في الهواء أصابت شظاياها شخصين كانا بالمكان بجروح. وكشفت المصادر ذاتها أن حي درب الكبير عرف إنزالا أمنيا كبيرا بعد الحادث من أجل تأمين عملية نقل المتهم إلى مقر ولاية أمن البيضاء وتحديد هويات الأشخاص الذين قاموا بمهاجمة رجال الأمن ومحاصرتهم بالأسلحة البيضاء والحجارة، مضيفة أن ولاية أمن البيضاء فتحت تحقيقا معمقا من أجل معرفة الملابسات الحقيقية للحادث، الذي كاد يتسبب في كارثة لولا استعمال رجل الأمن سلاحه الوظيفي من أجل ردع المهاجمين وإجبارهم على التراجع. وعزت مصادر مطلعة أسباب فشل التدخل الأمني الذي حدث أول أمس بدرب الكبير، والذي أدى إلى إصابة خمسة رجال شرطة بجروح متفاوتة الخطورة بالسلاح الأبيض، إضافة إلى شخصين من سكان الحي الذي حدثت به العملية، إلى عدم توفير العدد الكافي من رجال الأمن بالنسبة إلى هذا النوع من التدخلات التي تتم داخل الأحياء، مضيفة أن الفرقة الولائية الجنائية التي نفذت التدخل لم تنسق مع المنطقة الأمنية الفداء التي يدخل تحت نفوذها الترابي الحي الذي تمت به عملية الاعتقال. وأكدت المصادر ذاتها أن رجال الأمن، الذين نفذوا عملية اعتقال سابقة بالحي المحمدي، فوجئوا باحتجاجات عائلة مروج المخدرات وبعض الجيران الذين تدخلوا أمام رجال الأمن من أجل إطلاق سراحه قبل وصول رجال الأمن إلى السيارة التي كانت مركونة بالشارع الرئيسي، وهو ما جعلهم يفرون من المكان. وأظهر شريط نشر على موقع «يوتوب» مجموعة من رجال الأمن ببذلاتهم الرسمية يفرون بطريقة مهينة من الحي المذكور ويستقلون سيارة الشرطة، التي كانت مركونة داخل الشارع الرئيسي بعد محاصرتهم من طرف سكن الحي. وفي سياق متصل، أكد بلاغ لولاية أمن الدارالبيضاء أن الفرقة الجنائية الولائية بالولاية قامت زوال أول أمس بإجراء تدخل أمني بحي الدرب الكبير بمنطقة الفداء من أجل توقيف شخص معروف بترويجه للمخدرات. وأضاف أنه بعد توقيف المشتبه به، وهو يحوز كمية مهمة من مخدر الشيرا كان يعرضها للترويج٬ «حاول حشد كبير من الأشخاص من عائلة المشتبه به ومعارفه٬ معززين بأشخاص من ذوي السوابق القضائية٬ تخليصه من عناصر الأمن٬ مستعملين أسلحة بيضاء وحجارة٬ مما تسبب في إصابة أكثر من خمسة شرطيين بجروح متفاوتة الخطورة». إلى ذلك، قتل بائع متجول مساء أول أمس الأحد بشارع محمد السادس بمنطقة الفداء بعد تلقيه طعنة من زميل له بعد خلاف نشب بينهما، واعتقلت المصالح الأمنية الجاني الذي كان يحاول الفرار من مسرح الجريمة بعد اقترافها بلحظات.