تفاجأ مجموعة من الطلبة الحاصلين على الباكالوريا من واقعة عدم تسجيلهم في كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التابعة لجامعة محمد الخامس أكدال في الرباط، تزامنا مع انطلاق عمليات التسجيل في المؤسسات الجامعية. وكشفت مصادر طلابية أن المنع طال مجموعة من الطلبة ذوي الشّعَب العلمية، إضافة إلى إقصاء طلبة يتوفرون على باكالوريا قديمة مُسلَّمة منذ 2010، وهو ما اعتبرته مصادرنا «حيفا في حق الجسم الطلابي، لاسيما أن الفضاء الجامعي الخاص بكلية الآداب يستقطب جميع التخصصات والشّعَب بغض النظر عن أنها علمية أو أدبية، كما أن التسجيل بناء على تاريخ الحصول على الباكالوريا لم يكن جاريا به العمل في السابق، على اعتبار أن الكلية كانت تستقطب، ولفترات متوالية، جميع تواريخ الحصول عليها، حتى ولو كانت مسلمة سنة 1997».. ووفق نفس المصادر، توجّه معظم الطلبة المتضررين صوب نائب العميد في ملحقة كلية الآداب والعلوم الإنسانية الواقعة في «مدينة العرفان»، مستفسرين عن أسباب وحيثيات هذا المنع، حيث أخبرهم النائب أنه «قد تم اتخاذ القرار استنادا إلى مذكرة وزارية تم إصدارها مؤخرا»، ولم يخف الطلبة رغبتهم في التعرف على محتوياتها، إلا أن «نائب العميد واجههم بمذكرة أخرى تتعلق بالخريطة الجامعية لروافد المدن، وهو ما اعتبره الطلبة خروجا عن موضوع قضيتهم». وفي تطور لافت، أكد إسماعيل العسري، الكاتب العام لفرع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في تصريح ل»المساء»، أن الطلبة دخلوا في اعتصام مفتوح أمام الكلية المركزية، الواقعة ب»باب الرواح» وتم استقبالهم من طرف عميد الكلية نفسها، والذي أكد لهم أن الأمر لا يدخل ضمن اختصاصاته، مكتفيا بالقول «سيرو عند الوزير».. وصرح لهم ب»أن الحل الذي يمكن أن تتبنّاه الإدارة هو تقديم ملفِّ تسجيلٍ يتضمن حوالي 150 إلى 200 طالب من الشّعب العلمية وأصحاب باكالوريا سنة 2011 -2012. ولم يُخفِ نفس المسؤول امتعاضه من طريقة دخول الطلبة الاعتصام، حيث هدّدهم بإحضار أجهزة الأمن. وردا على هذه الاتهامات، أكد عبد الرحيم بنحادة، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الرباط، أن هناك ظاهرة اسمها الطلبة «الأشباح» قائلا إنهم «يسجلون بباكالوريا قديمة ولايتابعون الدراسة»، مستشهدا على ذلك بأن 390 طالبا سجلوا في السنة الماضية ولا يحضرون، مشيرا إلى أن الأمر يستلزم ترشيد النفقات والحفاظ على موارد الدولة.. أما عن مسألة التسجيل في الشّعَب العلمية فقد أشار المتحدث ذاته إلى أن الكل لهم الحق في التسجيل بباكالوريا جديدة وأن لجنة بيداغوجية ستجتمع من أجل تدارس الملفات بطريقة علمية، كما أوضح في ذات السياق أن الجامعة لا يمكنها تحمل الأخطاء التي ارتكبتها وزارة التربية الوطنية، مستغربا في السياق نفسه «كيف يعقل لتلميذ علميٍّ أن يُسجَّل في مسلك الدراسات الإسلامية، مثلا، ونقول» نزيدوا لقدام»!؟.. واستطرد المسؤول ذات قائلا إنه تم إحداث لجنة للتوجيه على حساب الرغبات العلمية مشيرا في السياق نفسه إلى أنّ «مثلا اللي عندهم 16 في الإنجليزية سيتم قبولهم في المسلك ذاته». وزاد المتحدث من كلامه، بأن السجال الذي كان يدور حول الكلية قد تم فكه وأن جميع الطلبة المتضررين قد تم إنصافهم وذهبوا فرحين، كما لم يخف تأسفه من أن عناصر من الطلبة تابعة لجماعة العدل والإحسان الذين حصلوا على الإجازة مسبقا بالكلية هم من كانوا وراء تأجيج بتحسين عض الأوضاع. إلى ذالك، أشار نفس المسؤول إلى أن الجامعة بحاجة إلى علوم إنسانية، بقواعدها المبدئية، وأن الجهات يلزمها إعادة النظر في مسألة المؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح.