في الحوار التالي تستعيد نزهة بيدوان ذكريات مشاركتها في دورة الألعاب الأولمبية بسيدني 2000 التي حصلت خلالها على الميدالية البرونزية في سباق 400 متر حواجز، معتبرة تتويجها إنجازا طالما حلمت به. وأبرزت بيدوان حاملة ذهبيتي بطولة العالم بأثينا 1997 وإدمونطون 2001 في حوار أجرته معها «المساء» أن وضعها الصحي كان صعبا، ومع ذلك أصرت على المشاركة لانتزاع ميدالية أولمبية. - هل يمكن أن تحكي لنا عن مشاركتك في أولمبياد سيدني 2000؟ أظن أن كل من عاش لحظة التتويج في الألعاب الأولمبية لا يمكنه أن ينساها، مازلت أذكر مشاركتي في دورة سيدني، لكن ما يظل عالقا في ذاكرتي إلى الآن هو وضعي الصحي حينها، إذ كنت في وضع لا أحسد عليه لدرجة أن مدربي والطبيب المشرف علي حينها كانا نصحاني بعدم المشاركة لكني أصريت على أن أشارك وبالفعل شاركت وحصلت على الميدالية التي كنت أحلم بها. - هل كنت تتوقعين صعود «بوديوم» التتويج حينها في ظل إصابتك؟ لم أكن لأشارك في الألعاب الأولمبية لو لم أكن واثقة بحظي في الصعود إلى البوديوم، والحمد لله فإنني استعطت أن أحصل على ميدالية 400 متر حواجز، وهذا في حد ذاته أنجاز مهم جعلني أكون راضية على مساري بعد أن أحرزت ألقابا عالمية وإفريقية وعربية ومتوسطية وفزت في عدد من ملتقيات الجائزة الكبرى لألعاب القوى. - مشاركتك في سيدني جاءت بعد تألق في بطولتي العالم بأثينا 1997 وإشبيلية 1999 وكان كثيرون يراهنون على ميدالية ذهبية؟ كما سبق وأن أشرت فإنني شاركت في ظل ظروف صحية صعبة كادت تمنعني من المشاركة لكنني شاركت وحصولي على الميدالية البرونزية في 400 متر حواجز وهو إنجاز في حد ذاته. لكنني استغربت وقتها ظلم الإعلام المغربي ليس لي فقط ولكن لكل من شاركوا في دورة سيدني، إذ أننا رغم حصولنا على ميداليات، لكن بما أنها ليست ذهبا وصفت حصيلتنا حينها ب»الهزيلة»، لأن الذهب كان معيار النجاح بالنسبة لهم على ما أعتقد، لكن بعد مرور الوقت أضحى حلم الحصول على ميدالية في الألعاب الأولمبية مطلبا بل حلما وعموما لقد كنت راضية حينها عن إنجازي في دورة سيدني. - كيف عشت فصول ذلك السباق النهائي؟ شهد السباق منافسة قوية لأنني ركضت إلى جانب أسماء قوية كالروسية إيرينا بريفالوفا التي أحرزت ذهبية السباق والجامايكية ديون هيمينغز، لكنني استطعت أن انتزع ميدالية وسط هذا السباق المحموم رغم وضعي الصحي الصعب حينها، لكنني لم أكن ألتفت لمن ستشارك معي في المسابقة، استعداداتي كانت تتركز على طاقاتي وخططي الخاصة رغم أنني عاصرت بطلات قويات والحمد لله أنني استطعت أن أكون من بين المتوجات. - ماذا حصل بعد السباق؟ أولا لا أستطيع أن أصف لك مدى الفرحة التي عشتها حينها بعد صعودي البوديوم وبعد نهاية السباق والانتشاء بالفوز يبدأ سباق آخر إذ تخضع بعدها لفحص المنشطات لكن الحمد لله فكل شيء مر على مايرام رغم الضغط والتوتر النفسي الذي يسبق مرحلة الخضوع للفحص، إنها رحلة أخرى. - وماذا بعد العودة إلى المغرب؟ كما قلت لك سابقا مارس الإعلام المغربي حينها في حقنا نحن مجموعة من الرياضيين نوعا من الظلم وعذرا إذا قلت، هذا لقد كنت مصممة منذ تصفيات سباق 400 متر حواجز على تحقيق أقصى ما يمكن من نتائج، وهذا ما حصل بالفعل لكننا فوجئنا برد فعل الإعلام المغربي تجاه نتائجنا لأنه كان يحلم بميداليات ذهبية. لكننا عشنا بعدها فترة كنا نمني النفس خلالها بالحصول على ميداليات وليس فقط المشاركة من أجل المشاركة لكن ذلك لم يقلل من فرحتنا بإنجازنا في دورة سيدني التي تبقى وساما على صدر كل من شارك وتوج فيها - توقعاتك لألعاب القوى في الألعاب الأولمبية؟ لا يمكنني أن أقوم بقراءات، لأن المستقبل بيد الله ولا أحد يعلمه وأي قراءات ستكون سابقة لأوانها وغير مبررة. - وما رأيك في القراءات التقنية التي لا تؤمن بقدرة ألعاب القوى المغربية على حصد الميداليات؟ استغرب حقيقة هذا الأمر لأنه من غير المعقول أن نقوم بتقديم قراءات في هذه الفترة، عداؤونا ورياضيونا هم في حاجة إلى الدعم والتحفيز لتحقيق إنجازات مرضية وليس العكس، لا يمكن توقع البلاء قبل وقوعه. - وما تبريرك لهذه القراءات؟ حقيقة ليس بمقدوري أن أبرر ذلك، لكن ليس من طبعي إصدار أحكام قيمة والتنبؤ بالفشل لأنني مؤمنة بأنه ليس هناك أي رياضي فاشل وأن نجاح أي كان رهين بالإعداد الجيد. لكنني أود أن أشير إلى نقطة مهمة وهي أنه لا يجدر بنا الحديث عن أسباب عدم تحقيق نتائج مرضية في دورة ألعاب لندن لأن الإعداد لها انطلق منذ فترة ليست بالهينة، إذ بعد الألعاب الأولمبية بيكين، تم الانكباب على قراءة النتائج المحصل عليها والتعامل معها بشكل إيجابي وتم تخصيص الموارد المالية واللوجيستيكية، من أجل الاشتغال في ظروف مثالية، لهذا أظن أن المشاركين مطالبين بتحقيق المطلوب منهم في ظل ما منح لهم من إمكانيات على امتداد فترة الإعداد الرياضي وليس من حقهم تقديم أي مبررات. - وكأنك تحملين المشاركين المسؤولية في حالة الأخفاق؟ أولا لا أريد الحديث عن الإخفاق، أمر تحمل المسؤولية فهذا أكيد لأن المشاركة في الألعاب الأولمبية لها عبئ وحمل ثقيل لأنك تمثل بلدك وتحمل ألوان علمك وسط العديد من الرياضيين،على المشاركين أن يكونوا واعين بهذه المسألة واستحضارها في كل وقت، كان هذا المعطى يشكل بالنسبة إلينا عاملا مؤرقا، لا ننصرف عن التفكير به لأنه كان يلزمنا وباستمرار كنا ندرك مسؤولية تمثيل المغرب وعبء ذلك علينا. نتمنى أن يكون المشاركين في أحس حالاتهم وأن يظهروا بالوجه المشرف في هذا العرس الأولمبي لأن المغاربة فعلا متشوقون لاعتلاء رياضييهم منصات التتويح وإلى عزف النشيد الوطني في العاصمة لندن وهو الحلم الذي يتقاسمه الجميع..