كشف بيم فيربيك مدرب المنتخب الأولمبي لكرة القدم الذي سيشارك في أولمبياد لندن 2012، أنه يراهن على بلوغ الدور ربع النهائي في الدورة الأولمبية. وقال فيربيك في حوار أجرته معه «المساء» أنه واثق في مؤهلات اللاعبين المغاربة. في الحوار التالي يتحدث فيربيك عن معايير اختيار لائحته الأولمبية، معتبرا عبد الحميد الكوثري بأنه أفضل مدافع مغربي، والحسين خرجة بأنه «قائد حقيقي». - ما هي المعايير التي اعتمدت عليها في الإعلان عن اللائحة النهائية التي ستخوض أولمبياد لندن 2012؟ معايير تعتمد بالأساس على الجاهزية التامة والحس الجماعي، فأمامنا ثلاث مباريات ستحسم بشكل نهائي حظوظنا في التأهل إلى الدور الموالي، لذا كان من اللازم أخد الوقت الكافي لاختيار اللاعب المناسب، لكن سأكون صريحا معك بالقول إن صعوبات كبيرة واجهتني في تحديد لائحة 18 لاعبا النهائية. - ما هي أوجه هذه الصعوبات؟ أعتقد أنك على علم باللائحة الأولية التي سبق وأن كشفت عنها والتي كانت تضم 35 لاعبا، فأن تقلص اللائحة النهائية إلى 18 اسما فهذا أمر صعب، فجميع الأسماء التي كانت تتواجد في اللائحة الأولية لها وزنها ومكانتها في المنتخب الأولمبي. زد على ذلك أنه كان من اللازم استدعاء ستة عشر لاعبا وحارسين، وهو أمر صعب في ظل التوفر على عدد كبير من الأسماء التي من شانها منح الإضافة للمنتخب الوطني في الأولمبياد، كما أن بعض الفرق الأوربية عاندت اختياراتنا بعدما رفضت تسريح لاعبيها. - من تقصد بالتحديد؟ أتحدث هنا عن المهدي بنعطية الذي أشكره على المجهود الذي بدله قصد إقناع مسؤولي أودينيزي، لكن الفريق الإيطالي كان صارما ولم يمنحه فرصة تمثيل المنتخب الوطني في الاولمبياد بمبرر خوض الدور التمهيدي في منافسة رابطة أبطال أوربا. - لكن المدير العام لأودينيزي يدعي أنكم تأخرتم في إخبار النادي باستدعاء بنعطية في الوقت المحدد؟ المدير العام يبحث عن مسكنات فقط، الفيفا تطالبنا بإخبار الفرق بمسألة استدعاء اللاعبين في وقت زمني لا يتعدى خمسة عشر يوما وهو ما حصل بالفعل، فاسم بنعطية كان ضمن اللائحة الأولية والجامعة أرسلت فاكسا للفريق الإيطالي منتصف شهر يونيو الماضي، لذا فنحن احترمنا أبجديات الفيفا، وفريق أودينيزي رفض الترخيص لبنعطية بحجة خوض منافسة رابطة أبطال أوربا. - وماذا عن بلهندة الذي يوجد تضارب بين رفضه المشاركة وضغوط من رئيس مونبوليي كي لا يشارك؟ لا أدري، ما أعلمه في قضية بلهندة هو أن اللاعب عائد للتو من الإصابة التي ألمت به في مباراة غامبيا، وما زال يخضع لفترة علاج، لذا فالطاقم الطبي لفريق مونبوليي وكذلك بلهندة رأوا أنه من اللازم إعفاء اللاعب من خوض الأولمبياد، لأنه غير جاهز تماما وصعب إدراجه في منافسة هامة كالأولمبياد والتي قد تنعكس مشاركته فيها بالسلب على وضعه الصحي في الموسم الكروي المقبل، أتأسف لفقداننا لخدمات لاعب من هذا الحجم. - لماذا وجهت الدعوة لعبد الحميد الكوثري الغائب عن المنافسة منذ حوالي عام؟ عبد الحميد الكوثري لاعب كبير، وأنا غير متفق معك أنه لاعب عاطل، الكوثري كان جادا معي قبل دورة تولون، حينما رفض المشاركة قال لي بالحرف أعدك بأنني سأبدل قصارى الجهد لكي أكون جاهزا لحمل قميص المنتخب الوطني في الأولمبياد، إنه مدافع كبير وأنا أرى أن الكوثري أفضل مدافع في المغرب، الكوثري يملك من التجربة ما يشفع له بحمل قميص المنتخب الوطني الأولمبي، هو ينتمي لفريق كبير اسمه مونبوليي ويخوض تداريب من مستوى عال، لذا فلا خوف على الكوثري، لقد تابعته أنا والطاقم التقني في أكثر من مباراة وكان جيدا، لذا فالضرورة تلزمنا باستدعاء هذا اللاعب. - يلاحظ أنك استدعيت لاعبين فقط فوق 23 سنة لماذا لم تستدع لاعبا ثالثا؟ كنا نرغب في استدعاء لاعب ثالث لكن الفرق الأوربية رفضت الترخيص لبعض الأسماء بالمشاركة في الأولمبياد. - ولماذا بالضبط الحسين خرجة ونور الدين امرابط؟ نحن بحاجة كبيرة إلى قائد بمثابة الحسين خرجة، إنه لاعب كبير، وفي كل مرة يحمل فيها قميص المنتخب الوطني يظهر أنه لاعب كبير يستحق بامتياز حمل شارة العمادة، خرجة يمكن اعتباره مدربا ثانيا على رقعة الملعب لأنه لاعب بمواصفات عديدة. أشكره لتشبثه بحقه بالمشاركة في الأولمبياد سواء إن استمر مع فيورنتينا أو بعد انتقاله لصفوف العربي القطري. لو لم يشارك خرجة لكنت استدعيت كريم الأحمدي، الذي فرض علي انتقاله إلى فريق استون فيلا الإنجليزي، وكذلك الأمر بالنسبة لأسامة السعيدي مع غلطة سراي التركي إلى عدم استدعائهما لضرورة خوضهما الاستعدادات مع فريقيهما الجديدين، أما بالنسبة لمرابط فأنا اعرف هذا اللاعب منذ مدة وهو من بين أفضل اللاعبين في الدوري الهولندي سابقا وحاليا في الدوري التركي، لديه مؤهلات عديدة شفعت له بأن يكون في اللائحة النهائية، فامرابط لاعب متعدد المهام ويمكن أن يلعب في أي مركز، كما أن سرعته وقوته البدنية عاملين قد نكون في أمس الحاجة إليهما أمام خصومنا في الاولمبياد. - إسقاطك لاسم عبد الرزاق حمد الله أحد صانعي التأهل إلى الأولمبياد أثار الكثير من الجدل، لماذا وضعته خارج اللائحة؟ كما قلت لك سلفا فقوانين الفيفا واضحة وكنا ملزمين باستدعاء 16 لاعبا، لذا فحمد الله لم أسقطه سهوا أو تجاهلته بل إن قوانين الفيفا ألزمتنا بذلك، وليس هو من سقط من اللائحة فهناك لاعبين آخرين بمؤهلات كحمد الله لا يتواجدون في اللائحة النهائية. - هل تقصد يونس المختار؟ نعم هناك يونس المختار وبلحسني والقاسيمي والعطاسي وكركيش وجميعهم خاضوا التصفيات والآن هم خارج اللائحة، أعتقد أن دورة تولون الدولية كانت حاسمة وفرصة أخيرة لمجموعة من الأسماء، لإظهار علو كعبها، فكما قلت لك المعيار الأساسي هو الجاهزية واللعب الجماعي واللاعب المتعدد الوظائف، وإذا أعدت شريط مباريات دورة تولون فستجدني أشركت لاعبين في غير مراكزهم حتى أقف على مستواهم في مراكزهم الجديدة . - وماذا عن استدعاء لاعبين لم يخوضوا ولا مباراة واحدة مع المنتخب الأولمبي كما هو الأمر مع عمر القادوري ؟ القادوري لاعب كبير وسبق لي أن اتصلت به في مرات عديدة وأظهرت له حاجتنا إلى خدماته فاللاعب قدم موسما كبيرا مع بريتشيا رغم صغر سنه ويستحق أن يكون لاعبا في الأولمبياد، وأمر عدم مشاركته في مباريات سابقة مرده إلى تأخر الفيفا في منحه رخصة اللعب للمنتخب الوطني المغربي والتي لم يتوصل بها إلا في شهر يونيو الماضي. - ما هي الأهداف من المشاركة في الأولمبياد؟ الهدف الأول هو تخطي دور المجموعات، وبلوغ الدور ربع النهائي. - وهل تعتقد أن لكم من الإمكانيات ما يمكنكم من بلوغ هذا الدور؟ نتوفر على مجموعة جيدة بإمكانها تحقيق نتائج إيجابية، ما يهمنا الآن هو أن نستثمر مباراتنا الأولى على نحو جيد، تحقيق نتيجة إيجابية ضد الهندوراس سيمنحنا جرعات زائدة لخوض مباراتي اليابان وإسبانيا بشكل إيجابي، فالفوز في المباراة سيكون حاسما في رسم صورة المتأهل إلى الدور الثاني. أتمنى أن نحقق المراد وأتمنى أن يظل الجمهور يساندنا كي نعود بنتيجة إيجابية من الاولمبياد تعطي صورة إيجابية عن كرة القدم المغربية. - ماذا عن البرنامج الإعدادي للمنتخب الأولمبي؟ سنستعد عشرة أيام بمدينة هوندرلو الهولندية، وهي المدينة التي توفر جميع الظروف الملائمة كي نستعد على أحسن مايرام للاولمبياد. الآن نحن بصدد البحث عن فريق أوروبي نواجهه أثناء التجمع، بعد اعتذار كل من توينتي وفيتيس آرنهيم، عن خوض مباراة ودية كانت مبرمجة سلفا بحجة خوضهما للبلاي أوف المؤهل للدوري الأوربي. في حال لم نتوصل إلى اتفاق مع فرق أخرى فإننا سنكتفي بحصص تدريبية فقط.