فجرت جمعية حقوقية فضيحة من العيار الثقيل بعد اتهامها إدارة سجن سلا2 بنشر مرض فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) بين المعتقلين الإسلاميين، وأوضح مصدر مسؤول داخل اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين أن إدارة السجن المذكور كانت تفرض على جميع المعتقلين الذين يوجدون داخل الزنزانة التي كان يوجد بها المعتقل المصاب بالمرض استعمال الأدوات الحادة ذاتها التي يستعملها مما يعرضهم لخطر الإصابة بالمرض. هذه المعطيات فندها مصدر من المندوبية العامة لإدارة السجون، وأكد تعليقا على اتهامات اللجنة المشتركة أن السلفيين لا يستعملون أصلا شفرات الحلاقة لأنهم لا يحلقون لحاهم. ومن جانبه، أكد عصام شويدر، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، أن اللجنة فوجئت بخبر إصابة المعتقل الإسلامي (ع.ص) بمرض فقدان المناعة المكتسبة وصمت إدارة سجن سلا 2 عن هذا الأمر رغم علمها بالأمر، مطالبا في الوقت ذاته بإخضاع جميع معتقلي السلفية الجهادية بسجن سلا 2 لفحوصات طبية للتأكد من سلامتهم من هذا المرض، إضافة إلى المرحلين منهم إلى سجون أخرى والذين تم الإفراج عنهم. وشدد شويدر على أن جمعيته ظلت مترددة بعد توصلها بالموضوع قبل أن تقرر أخيرا إخراجه إلى الرأي العام ومراسلة رئيس الحكومة ووزير العدل من أجل فتح تحقيق فيما وصفها ب«الفضيحة» التي عرفها سجن سلا 2، موضحا أن إدارة السجن المذكور كانت على علم بإصابته بالمرض بعد إجراء تحاليل له دون إخباره بالإصابة، وقامت بتنقيله عبر عدد من الزنازين وإرغام المعتقلين على استعمال شفرة الحلاقة المستعملة من طرفه وتعميمها على عدد كبير من المعتقلين. وأشار المصدر ذاته إلى أن الفضيحة تفجرت بعد ترحيل المعتقل المصاب إلى سجن آيت ملول حيث اكتشف هذا الأخير بعد خضوعه لفحوصات طبية إصابته بمرض فقدان المناعة المكتسبة «السيدا»، مضيفا أن المعتقل المذكور أمضى أكثر من سنة داخل سجن سلا2 وعانى فيها الأمرين بسبب الإهمال الطبي وعدم الاكتراث بحالته، وأمام إلحاحه الشديد والمتكرر تم إخضاعه لتحليلات طبية عديدة لم يطلعه الطبيب على نتائجها, كما طالبهم بإخراجه إلى المستشفى لتلقي العلاج المناسب دون جدوى . واعتبر المصدر ذاته أن إدارة السجن كانت على علم بخطورة هذا المرض وإمكانية انتقال العدوى إلى كافة السجناء، وكان من المفروض في مثل هذه الحالات عزله وإخباره بوضعيته الصحية والحرص على تلقيه العناية الكاملة عوض إقحامه في زنزانة مكتظة وتنقيله إلى أخرى في مرات عديدة حيث كان يتم إجبار الجميع على استعمال نفس شفرة الحلاقة وآلة قص الشعر ومقص الأظافر لأكثر من 170 سجينا. ودعا المصدر ذاته إلى إخضاع كل المصابين بهذا الداء الخطير داخل السجون المغربية لعناية طبية خاصة وعزلهم عن باقي السجناء حتى لا يتم انتشار العدوى. إلى ذلك، أكد مصدر من المندوبية العامة لإدارة السجون أن الحالة التي تم الحديث عنها، إذا كانت فعلا موجودة، ليس من حق إدارة السجن أن تعزلها عن باقي المعتقلين، مضيفا في اتصال هاتفي مع «المساء» أن القانون يمنع على الإدارة عزل المعتقلين المصابين بمرض فقدان المناعة. وشدد المصدر ذاته أن هذه طريقة من الطرق التي يعتمدها المعتقلون المتابعون بموجب قانون الإرهاب لكي يجعلوا ملفهم في الواجهة بعد صدور أحكام نهائية في حقهم.