كشفت مصادر موثوقة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية حوّلت الجنوب المغربي إلى حقل تجارب للعديد من أسلحتها وطائراتها المثيرة للجدل، وعلى رأسها طائرات «أوسبري» الهجينة التي لقي استخدامها في مجموعة من بؤر التوتر في العالم استنكارا كبيرا. وقالت المصادر ذاتها إن مناورات «الأسد الإفريقي» الأخيرة عرفت تجربة طائرات «أوسبري» الأمريكية، التي يعارض آلاف اليابانيين نشرها الآن في منطقة «أوكيناوا»، رغم معرفة قادة الجيش الأمريكي بأنها غير آمنة ومازالت قيد التجريب، وهي مسألة تهدد حياة الجنود، سواء المغاربة أو الأمريكيين. وأوضحت المصادر أن حادث طائرة «أوسبري» التي تحطمت قرب طانطان شهر أبريل الماضي، والذي أدى إلى مصرع جنديين أمريكيين، كان من الممكن أن يتسبب في وفاة جنود مغاربة أو وفاة مدنيين نتيجة تحليق الطائرة فوق مناطق مأهولة بالسكان. وأكدت المصادر ذاتها أن طائرة «أوسبري» انطلقت من سفينة الهجوم البرمائية «يو إس إس آيو جيما (LDH7)»، وشاركت في عمليات تدريبية دون علم من القوات المسلحة المغربية، وهو ما يفسر حديث مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، عن حادث لطائرة هليكوبتر أمريكية تسببت فيه رياح عاتية، مع العلم بأن الأمر لا يتعلق بطائرة هليكوبتر عادية بل طائرة هجينة، كما أن الحادث لم يكن بسبب الرياح، بل نتيجة عيوب تقنية في ال«أوسبري». وقال الخبير العسكري عبد الرحمان المكاوي ل»المساء» إن القوات الأمريكية لا تُطلِع القوات المسلحة الملكية على جميع تفاصيل المناورات الثنائية التي يجريها الجانبان، بل تحتفظ لنفسها بشق مهم من تفاصيل هذه العمليات، خاصة منه ذلك المتعلق بطبيعة الأسلحة المستخدمة، مشيرا إلى أن الجيش المغربي يطلع فقط على الخرائط وأماكن إجراء المناورات وتوقيتها ويضع أمام المسؤولين عن الجيش الأمريكي الفرق التي تحتاج إلى تدريب. وأضاف المكاوي أن الجانب الأمريكي يستغل المناورات في تجريب أسلحة تناسب الطبيعة الصحراوية والأراضي المنبسطة، التي تشبه إلى حد ما بؤر التوتر القريبة من المنطقة، وعلى رأسها «الأزواد» في مالي؛ موضحا أن الجيش المغربي يستفيد، بالمقابل، من الناحية التكتيكية ويتعرف على جديد تكنولوجيا المجال العسكري، لكن في حدود ما يسمح به الطرف الأمريكي. وتعرض طراز «أوسبري» لأربعة حوادث إجمالا، أدت إلى مصرع 30 شخصا. وتحاول الولاياتالمتحدةالأمريكية نشر هذه الطائرات في مقاطعة «أوكيناوا» اليابانية، غير أن سلطات المنطقة رفضت ذلك إلى غاية التأكد من أنها آمنة ولن تتسبب في حوادث جديدة. وتندرج المناورات العسكرية، المعروفة باسم «الأسد الإفريقي»، ضمن برنامج تعاون أمني مشترك على مستوى مسرح العمليات، تقوده قوات البحرية الأمريكية، ويتم سنويا بالتعاون بين القوات المسلحة الأمريكية والمغرب من أجل تعزيز وتطوير القدرات المشتركة والموحدة، وكذا التركيز على بناء القدرة على العمل المشترك في مجالات الطيران والتدريب، والمساعدة المدنية الإنسانية، والإنزالات البرمائية، بالإضافة إلى دعم الاستخبارات وبناء القدرات وعمليات دعم السلام.