سمع أول أمس الاثنين دوي ثلاثة انفجارات متتالية داخل ميناء آسفي، وهو الحادث الذي أدى إلى إطلاق حالة طوارئ غير مسبوقة داخل الميناء، بعدما لم يتمكن العمال وشرطة الحراسة من تحديد مصدر هذه الانفجارات الثلاثة المتتالية التي وقعت بالقرب من أحد معامل صناعة الثلج وعلى بعد أمتار قليلة فقط من أرصفة رسو السفن الشاحنة للمواد الكيماوية. وبعد تحديد موقع الانفجارات وتدخل عناصر الوقاية المدنية وحلول مكثف لعناصر الأمن، تبين أن الانفجارات القوية المتتالية سببها قنينات غاز في ملك أصحاب العربات المجرورة التي تستعمل في بيع الوجبات السريعة للبحارة، وهي العربات التي تدخل ميناء آسفي محملة بقنينات غاز ويسمح لها بعبور الحاجز الأمني، بالرغم من عدم توفرها على ترخيص من مفوضية أمن الميناء. وقالت مصادر من وسط مهنيي الصيد البحري في آسفي إن أصحاب العربات المجرورة، التي تقدم الوجبات السريعة داخل الميناء، يقدمون بعد الانتهاء من عملهم اليومي إلى ركن هذه العربات في أركان مختلفة من الميناء، فيما تشير التحقيقات الأولية للأمن والوقاية المدنية إلى أن حريقا متعمدا نشب في إحدى هذه العربات قبل أن ينتقل إلى عربتين متجاورتين، حيث تسببت ألسنة النيران في انفجار قوي لثلاث قنينات غاز من الحجم الصغير. وكشفت التحريات الأولية أن جماعة من المشردين والمنحرفين، الذين يتسللون ليلا إلى ميناء آسفي قصد النوم والتسكع، أضرموا النار في إحدى هذه العربات قبل أن تتوسع ألسنة النيران لتأتي على عربات أخرى مجاورة كانت بها قنينات غاز، مما تسبب في حدوث ثلاثة انفجارات قوية، استدعت تدخلا ميدانيا لعناصر الوقاية المدنية، التي أخمدت الحريق الكبير الذي نشب إثر ذلك، والذي كاد يتطور ليصل إلى تجهيزات حساسة وإلى أرصفة الميناء المعدني، حيث ترسو السفن المحملة بالمواد الكيماوية. وقال مهنيو الصيد في آسفي خلال اتصال لهم ب«المساء» إن حادث إضرام النار في العربات المجرورة الحاملة لقنينات غاز مشكل أكثر من خطير على مستوى أمن وسلامة ميناء آسفي، وهو أمر يعيد إلى الواجهة، حسب رأيهم، موضوع تأمين الدخول والخروج من وإلى الميناء، مشيرين إلى تواجد أعداد كبيرة من الحمقى والمشردين والمتسكعين وأصحاب السوابق، الذين يجوبون مرافق الميناء في ساعات متأخرة من الليل، مما يجعل من ميناء آسفي أحد الموانئ المغربية الأقل أمنا على المستوى الوطني، حسب رأيهم.