قضى خالد عليوة، المدير السابق للقرض العقاري والسياحي، ليلته الأولى داخل سجن عكاشة بالدار البيضاء في أجواء استثنائية بعد اعتقاله يوم الجمعة المنصرم بتهمة اختلاس وتبديد أموال «السياش». وأكد مصدر مطلع من داخل السجن أن عليوة لم يتمكن من النوم إلا في ساعة متأخرة من الليل، وكانت تبدو عليه حالة من الذهول وهو ينزل من سيارة الشرطة التي أقلته إلى مقر السجن. وأشار المصدر ذاته إلى أن عليوة لم يستطع النوم، رغم أن إدارة السجن وفرت له فراشا وأغطية نظيفة ووضعته بالزنزانة رقم 8 بالجناح رقم 5، الذي يعتبر من أحسن الأجنحة داخل سجن عكاشة على اعتبار أنه خضع لترميم أخيرا، والذي يضم معتقلين من العيار الثقيل. وأوضح مصدرنا أن عليوة قضى ليلته الأولى بالسجن بعد إنهائه جميع الإجراءات القانونية لدخول المؤسسة كباقي المعتقلين الجدد من قبيل التفتيش الذاتي والتقطت له صور وهو يحمل لوحة كتب عليها رقم اعتقاله، مضيفا أن حالة من الحزن كانت بادية عليه أمام مكتب الضبط وهو يسلم أغراضه الشخصية لموظف السجن. وشملت هذه الأغراض ساعته اليدوية ومحفظة نقوده وربطة عنقه وحزاما جلديا ورباط حذائه. ووصل عليوة إلى سجن عكاشة حوالي الساعة التاسعة ليلا وهو يرتدي بذلة مائلة إلى اللون الفستقي بربطة عنق، وينتعل حذاء أسود، وكان يضع نظارات طبية. وبدا عليوة متجهما غير مصدق قرار قاضي التحقيق لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء متابعته في حالة اعتقال، وقد اختفت ابتسامة التفاؤل التي ظلت مرسومة على محياه طيلة فترة وجوده بمبنى المحكمة. وذكر مصدرنا أن عليوة خرج إلى الساحة للاستفادة من الفسحة التي توفرها إدارة السجن للمعتقلين، أمس الأحد فيما رفض الخروج أول أمس السبت، وفضل البقاء داخل زنزانته وعدم الاختلاط بباقي المعتقلين خلال فترة الفسحة، مضيفا أن هذا الأمر طبيعي باعتبار أن هذه الحالة تحدث لجميع السجناء الجدد الذين يصابون بالدهشة خلال الأيام الأولى من الاعتقال ويلزمهم بعض الوقت من أجل التكيف مع ظروف الاعتقال داخل السجن. وأكد مصدرنا على أن المعتقلين الثلاثة، الذين قرر قاضي التحقيق متابعتهم في حالة سراح رفقة خالد عليوة، لم يوضعوا في الجناح ذاته معه، حيث تم توزيعهم على باقي الأجنحة. وفي سياق متصل، أكد مصدر من لجنة الدفاع في قضية خالد عليوة ومن معه أن المتهم الرئيسي كان أول من دخل مكتب قاضي التحقيق. وأوضح المحامي عبد الحق بلكوط أن الاستماع إلى عليوة من طرف قاضي التحقيق لم يتجاوز 20 دقيقة تأكد خلالها القاضي من هويته، وأخبره بالتهم الموجهة إليه وما إذا كان يريد التصريح بشيء أو انتظار التحقيق التفصيلي. وأشار المصدر ذاته إلى أن المتهمين وصلوا إلى مقر محكمة الاستئناف حوالي الساعة العاشرة صباحا وظلوا ينتظرون حتى الساعة الحادية عشرة والنصف من أجل المثول أمام الوكيل العام، الذي قام بدوره بالتحقق من هوياتهم وإحالتهم حوالي الساعة الثالثة والنصف على قاضي التحقيق، الذي تحقق هو الآخر من هوياتهم، وخصص لكل واحد من المتهمين، بحضور محاميهم، ما بين 15 و20 دقيقة قبل أن يتخذ قرار متابعة أربعة معتقلين في حالة اعتقال والباقي في حالة سراح.