قال سجناء في سجن «مول البركي» في إقليمآسفي، في عدة اتصالات هاتفية ب»المساء»، إن موجة الجوع «تجتاح» بطون مئات السجناء، مطالبين بتدخل الجهات العليا المسؤولة لإنقاذهم مما وصفوه ب»الجوع»، مؤكدين أنهم يعانون من «سوء التغذية» ومن «الحرمان»، مما أضحى واقعا «لا يطاق»، وهو ما يتنافى مع كان يُنسَج حوله من أقاويل تفيد أنه من «أرقى السجون على الصعيد الوطني»، خاصة أنه حديث النشأة. ووصف رشيد الشريعي، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان -فرع آسفي، الوضع بأنه «كارثي» في هذا السجن الذي تم فتحه في الآونة الأخيرة، مضيفا أن «فتحه كان يتطلب، بداية، توفير الشروط المطلوبة لاستقبال السجناء في وقت لم تتسلم الإدارة الميزانية المخصصة له، مما كان حتميا معه تسجيل هذا الوضع المقلق». وأضاف الشريعي أن «تجويع السجناء هو عقاب لهم، وهذا يتنافى مع حقوق الإنسان، وهو أمر يجب تجاوزه في أقرب وقت ممكن». وأكدت شكاية لأحد السجناء، توصلت «المساء» بنسخة منها، أنه إضافة إلى مشكل التغذية، حيث يعاني أغلبُ السجناء من الجوع، في ظل غياب الوجبات اليومية التي ألِفوها من قبلُ من حصص اللحوم الحمراء والدجاج والسمك، حيث إن ما يقدم للسجناء لا يتجاوز القطاني، وهي «لا تصلح للاستهلاك»، وفق تقول الشكاية نفسها، فإن هناك أيضا مشكل «منع» الأمتعة وأواني الطبخ والمواقد الكهربائية والمواد الغذائية عن المعتقلين، مما زاد من معاناتهم في هذا السجن، الذي قالوا إنهم ظنوا أنه «سيكون مختلفا عن السجون الأخرى التي قضوا فيها بعض عقوبتهم السجنية». وفي اتصال بمدير سجن مول البركي أكد أن المؤسسة تتبع البرنامج الذي تسطره الإدارة المركزية وتقدم الوجبات الغذائية وفق هذا البرنامج، كما أنها تسمح بدخول القفة العائلية غير أنه يتم إرجاع بعض المواد مثل اللحوم ويتم إدخال مواد سهلة الطبخ نظرا لأن السجن يتوفر على مطابخ جماعية. وأكد المدير أن وجبة اللحم يتم تقديمها مرتين في الأسبوع وكذلك الشأن بالنسبة إلى الدجاج والبيض. وأضاف المصدر ذاته بخصوص الأغطية أن كل سجين يتوفر على سبعة أغطية وأن الإدارة أزالت الأغطية الزائدة وهذا يعود إلى ارتفاع درجة الحرارة.