أكد عبد الله بها، وزير الدولة، أن طبيعة المطالب الاجتماعية والسياسية، التي تعرفها العديد من الدول، تستدعي حلولا جديدة وملائمة لمقتضيات العصر، وفي مقدمتها تلك المرتبطة بتحديث المرفق العام وإصلاح نظام الحكامة العامة واعتماد أنماط فعالة لتحديث الإدارة العمومية بغاية الارتقاء بنجاعة المرفق العمومي والرفع من تنافسية المنظومات الاقتصادية. وأوضح وزير الدولة، خلال افتتاح المنتدى الإفريقي الثامن أمس بالسعيدية، أن الملتقى تعبير واضح عن تفاعل هذه المؤسسة وتجاوبها مع المتغيرات الراهنة، التي تعرفها بعض دول شمال إفريقيا ودول جنوب الصحراء، وما أدى إليه من تحولات واسعة ورهانات جديدة جراء المطالبات المتعالية بضرورة محاربة الفساد وضمان الحريات واحترام حقوق الإنسان وترسيخ الديمقراطية. واعتبر بها أن المنتدى، الذي ينظمه المركز الإفريقي للتدريب والبحث الإنمائي (كافراد)، يعتبر محطة أساسية لإجراء تقييم موضوعي للبرامج الإصلاحية المعتمدة ولفعالية الترتيبات الإدارية المعتمدة والتوقف عند المهام والأدوار الجديدة التي يتوجب أن تقوم بها الأجهزة الإدارية دعما منها لمسارات الإصلاح والتحول الإيجابي التي تتبناها الحكومات الإفريقية بغاية تعزيز الحكامة الجيدة وتطوير نجاعة وفعالية الإنفاق العمومي والرفع من جودة الخدمات العمومية وتفاعل مرافق الدولة مع محيطها السوسيو اقتصادي. وأبرز وزير الدولة أن المغرب يشهد حركة دائبة من خلال أوراش الإصلاح المفتوحة في كل الميادين. كما يعرف حراكا قويا للفاعلين في مختلف المجالات للدفع قدما بمختلف الإصلاحات نحو ترسيخ بناء دولة القانون والمؤسسات وتحصين المكتسبات الديمقراطية من أجل تحقيق طموح الشعب المغربي في الحرية والمساواة والعدالة. من جهته، أكد عبد العظيم الكروج، وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، أن الظرفية الراهنة تفرض مواجهة إكراهات وتحديات، في مقدمتها التحدي السياسي الرامي إلى إرساء مؤسسات ديمقراطية وتأهيل الإدارة لمواكبة مسلسل الإصلاح والتغيير، والتحدي الاجتماعي الهادف إلى دعم التماسك الاجتماعي والاستجابة إلى المتطلبات والانتظارات المتزايدة للمجتمع، ثم التحدي الاقتصادي الهادف إلى توفير محيط قانوني ومؤسساتي ومالي يساعد على تنمية الاستثمار وتقديم خدمات ذات جودة عالية وبتكلفة أقل. ومن التحديات أيضا، يضيف الكروج، التحدي الثقافي الذي يستدعي دعم التواصل والإنصات إلى المواطنين والخدمة بالأهداف وتحقيق النتائج وتقوية الوازع الأخلاقي، إضافة إلى التحدي التكنولوجي الذي يروم تيسير الخدمات العمومية وتقديمها بالسرعة المطلوبة بالعمل على تسخير التقنيات الحديثة للتواصل. ودعا وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، خلال افتتاح المنتدى المنظم تحت شعار «التحولات الإبداعية للإدارة والحكامة» إلى اعتماد الأساليب الحديثة للتدبير العمومي واعتماد المبادرات الإبداعية والابتكارية في مجال الحكامة وتحديث المرفق العام، مؤكدا، في كلمة له، أن الأمر يقتضي التعاون بين البلدان ذات المصير المشترك لتجاوز تداعيات الظرفية الاقتصادية العالمية الراهنة ومواجهة آثارها السلبية والاستجابة للحاجيات المتنامية والملحة للمواطنين. وتحدث وزير تحديث الإدارة العمومية عن الاستراتيجية التي اعتمدتها الحكومة المغربية والمتمثلة في تكريس الثقة بين الإدارة والمرتفق، وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة في التدبير العمومي، وعقلنة التدبير العمومي، وتثمين الموارد البشرية، والرفع من قدراتها ودعم سياسية القرب واللاتمركز. يذكر أن المنتدى الإفريقي الثامن، الذي نظم حول موضوع «الاستراتيجيات الجديدة لتطوير وتحديث المرفق العام»، يقام على هامش الدورة الخمسين للمجلس الإداري للمركز الإفريقي للتدريب والبحث الإداري للإنماء «كافراد»، الذي يعرف مشاركة 15 وزيرا من مختلف الدول الإفريقية و23 وفدا لدول ومنظمات دولية وإقليمية.