أعلنت اللجنة العليا للانتخابات بمصر، أمس الأحد، محمد مرسي، مرشح حزب العدالة والحرية، الذراع السياسي لحركة الإخوان المسلمين، رئيسا للجمهورية، لتنهي بذلك أسبوعا من القلق والتشكيك اللذين خيما على العملية الانتخابية، بعد أن أعلن كل من المرشح الإسلامي ومنافسه أحمد شفيق فوزهما بالانتخابات. وقد أعلن رئيس اللجنة عن فوز مرسي بنسبة 51.73 في المائة من الأصوات متقدما على شفيق الذي حصل على نسبة 48.27 في المائة من الأصوات. مضيفا أن اللجنة رفضت أغلب الطعون التي تم تقديمها من طرف المرشحين، معتبرا أن ما تم قبوله لا يسيء إلى نزاهة العملية الانتخابية. وما إن انتهى رئيس اللجنة من إعلان النتائج النهائية لأول انتخابات رئاسية في مصر ما بعد الثورة، حتى تعالت هتافات مئات الآلاف المعتصمين بميدان التحرير، فرحا بإعلان مرسي رئيسا لمصر وأيضا نكاية بشفيق الذي اعتبروه استمرارا لنظام مبارك المخلوع وأحد رجالاته. وصاحبت الإعلان عن النتائج إجراءات أمنية وعسكرية مشددة، حيث وضع الجيش المصري قواته في حالة تأهب مع تنامي المخاوف من حدوث أعمال عنف، كما تم تعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات وحول المنشآت الحيوية، ووضعت السلطات خططا لمواجهة أي اضطرابات قد تحدث بعد إعلان اللجنة الانتخابية نتائج الانتخابات واسم أول رئيس لمصر بعد ثورة يناير 2011 التي أطاحت بمبارك. وكانت بعد التقارير الصحفية قد تحدثت عن أن جهات سمتها ب»السيادية العليا»، قد حذرت المجلس العسكري من تدهور شديد للأوضاع في مصر في حال «التلاعب» والإقدام على إعلان فوز شفيق بخلاف ما أشارت إليه النتائج الأولية التي تم تداولها وصبت في اتجاه فوز مرسي بالرئاسة. وبهذا الفوز، تكون جماعة الإخوان المسلمين قد حققت إنجازا تاريخيا بعد عقود من التضييق الذي كانت تعانيه في ظل النظام السابق، لكنها أصبحت تواجه مهمة شاقة للمصالحة وجمع الشمل بعد حملة انتخابية أثارت استقطابا حادا في البلاد. خصوصا أن استمرار المجلس العسكري في إدارة شؤون مصر منذ تنحي مبارك حتى انتخاب برلمان جديد للبلاد وحالة التربص الموجودة حالية ستجعل من الضروري على مرسي التوافق مع القوى السياسية الأخرى. وهو ما حاول مرسي فعله في خطوة استباقية أقدم عليها يوم الجمعة الماضي، حيث تعهد في مؤتمر صحفي باختيار رئيس وزراء وطني مستقل يقود حكومة إنقاذ وطني وعدم تعيين نواب للرئيس من حزب الحرية والعدالة. وظهرت مع مرسي في المؤتمر الصحفي شخصيات بارزة من تيارات سياسية مختلفة في تجمع أطلق عليه «الاصطفاف الوطني». لكن في اليوم التالي احتشد عشرات الآلاف في منطقة أخرى بالقاهرة وشاركت شخصيات بارزة من تيارات أخرى في التجمع. وأيدت قوى سياسية مثل حركة شباب 6 أبريل، التي عارضت هيمنة الإسلاميين على البرلمان وانتقدت مواقف الجماعة في السابق، مرسي في الانتخابات الرئاسية. وقالت في بيان «اختلفنا مع الإخوان كثيرا وهاجمناهم أكثر.. لا لغاية في نفوسنا.. بل لمصلحة الوطن نعمل». وأضافت أن تأييدها لمرسي «جاء نابعا من حرصنا على مصر الثورة.. فلم يكن من المنطقي أن يكون في مواجهة النظام السابق». ولم تقتصر الاحتفالات بفوز مرسي على مصر بل تعدتها إلى عدد من مناطق العالم، ومنها قطاع غزة في فلسطين، حيث انطلقت احتفالات بشكل عفوي مع إطلاق نار في الهواء في كافة مناطق القطاع. وقال محمود الزهار، القيادي في حركة حماس، إن «فوز مرسي برئاسة مصر لحظة تاريخية وانتصار كبير».