قال مصطفى بيضوضان، اللاعب السابق لفرق الفتح والرجاء والوداد والمغرب الفاسي، إن التعاقدات الكثيرة التي أقدم عليها الفريق «الأخضر» تبقى سيفا ذو حدين، مبرزا في السياق ذاته أن فاخر يعي جيدا ما يقوم به ومتمنيا أن يكون الوافدون في قيمة ومستوى فريق من حجم الرجاء. وتأسف بيضوضان لاعتماد فيربيك على 13 لاعبا من المنتخب الأول ضمن اللائحة الأولية قبل السفر إلى لندن، مبرزا في معرض حديثه امتعاضه الشديد من تهميش لاعبين ساهموا في تأهل المنتخب إلى الألعاب الأولمبية، ومشددا على كون العملية ستكون لها انعكاسات سلبية على نفسية لاعبين شباب يعتبرون مستقبل الكرة المغربية. بيضوضان تحدث في حواره مع « المساء» عن ظاهرة الانتقال بين الرجاء والوداد وعن أحوال المنتخب دون أن تفوته الفرصة للتأكيد على أنه كان من عشاق الجيش والمدمنين على متابعة مبارياته قبل احتراف كرة القدم، موضحا أنه كان يمني النفس بحمل قميصه. - ضرب فريق الرجاء بقوة خلال فترة الانتقالات الحالية، هل تعتقد أن هذا الكم من التعاقدات سيكون في مصلحة الفريق؟ أعتقد أنه لا يختلف اثنان في كون التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين يبقى أمرا مشروعا، خصوصا حينما يتعلق الأمر برئيس جديد يرغب في تسجيل اسمه بمداد من ذهب في تاريخ النادي، غير أن هذا لا يمنع من كون الإقدام على انتداب العديد من اللاعبين يمكن أن يكون سلبيا بالقدر الذي يمكن أن يكون إيجابيا، أعتقد أن المدرب فاخر يدرك جيدا ما يقوم به رفقة رئيس ملم بخبابا الكرة وعليه فالتعاقدات جاءت بناء على الخصاص الذي يعانيه الفريق في بعض المراكز أو لرغبة الجانبين في تطعيم مراكز أخرى بغية إيجاد بدائل بنفس المستوى حتى يتوفر الفريق على تشكيلة متكاملة بإمكانها الدفاع عن حظوظ المجموعة في الفوز بلقب البطولة. فاخر يدرك ما يقوم به وهو يتحمل المسؤولية الكاملة في الخطوات التي يقدم عليها وما علينا سوى تركه يعمل والمستقبل كفيل بتبيان قيمة ما يقوم به، وكل ما أتمناه هو أن يكون الوافدون في مستوى وقيمة الرجاء. - تكرست ظاهرة انتقال اللاعبين بين الوداد والرجاء والتي كان آخرها ياجور العائد إلى أحضان الفريق الأخضر، هل أنت مع هذا الطرح؟ حتى أكون صادقا، ربما في الماضي كانت المسألة تكتسي نوعا من الصعوبة على اعتبار تبعات العملية بالنظر إلى قيمة المنافسة بين جماهير الناديين العريقين، وهو ما عانيت منه شخصيا لدى التحاقي بالوداد ما جعلني أدرك أن العملية هي الأصعب في خارطة الانتقالات. لقد تعرضت للتهديد ولم أكن أتمتع بحريتي الكاملة في الشارع رغم كوني لم ألتحق مباشرة بالوداد بعد انفصالي عن الرجاء إذ لعبت للمغرب الفاسي والترجي التونسي، وظاهرة انتقال اللاعبين بين الفريقين البيضاويين أخذت بعدا أخر وتكرست بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة وهو ما لا يفسد للود قضية، وما أود الاشارة إليه في هذا الصدد هو ضرورة احترام اللاعبين للعقود التي تربطهم بالفرق التي يدافعون عن ألوانها وعليه فلا أجد عيبا في الانتقال إلى الغريم بعد نهاية العقد، نحن نعيش زمن الاحتراف وعلينا أن نعتبر العملية عادية. - لنعد إلى تجربتك مع الرجاء والوداد، حدثنا عنها قليلا؟ لقد قضيت أربع مواسم رائعة وناجحة بكل المقاييس مع الرجاء فزت خلالها ب 6 ألقاب منها لقبين شخصيين ولقبين محليين وآخرين قاريين، ولله الحمد تركت صدى جيدا في الرجاء ونلت احترام جميع مكونات النادي وبعد قضائي لتجربة احترافية مع أندية أخرى التحقت بالوداد وشاركت في مباراة الديربي، التي سجلت خلالها هدفين غير أنني لم أفرح بهما احتراما لجماهير الرجاء التي نسجت معها علاقة جيدة، ما جعلني أضرب عصفورين بحجر واحد، التسجيل وإسعاد جماهير الوداد الذي بادلتني بدورها الحب والتقدير ومراعاة شعور جماهير فريقي السابق. - كنت قريبا من الالتحاق بالجيش، هل تأثرت لفشل الصفقة؟ بكل تأكيد، أنا ابن مدينة الرباط وبالضبط حي يعقوب المنصور معقل الجماهير العسكرية وأنا من أحد مشجعيه وكنت أتنقل لمتابعة مبارياته بل إنني كنت أغادر الثانوية لمشاهدته رفقة أصدقائي وإخوتي، وعند التحاقي بالفتح كان علي أن ألتزم بالاحترافية وأتفانى في الدفاع عن قميص الفريق الذي ألعب بصفوفه وهو ماعشته، أيضا، مع الرجاء والوداد والمغرب الفاسي، ولا أخفيكم سرا أن الارتباط بفريق وحصد الألقاب معه يولد العشق غير أن ما أريد قوله هو أن أنني كنت مشجعا للجيش ومحبا له قبل أن أكون لاعبا وهو ما يفسر رغبتي الكبيرة في حمل قميصه، لقد كان حلما قريبا من التحقق لولا إجهاض الصفقة بعدما وقعت العقد لأسباب أجهلها، خصوصا بعد مطالبة رفاقي وأصدقائي بحمل قميص فريق عشقته في الصغر وربما هذه من الأشياء التي لم أنجح في تحقيقها. - أثار فيربيك ضجة كبيرة باعتماده على 13 لاعبا من المنتخب الاول في اللائحة الأولية للأولمبياد، هل أنت مع هذا التوجه؟ لا، لا أعتقد أن أحدا سيشاطره الرأي لاعتبارات عديدة أهمها أن هذه الفئة العمرية هي المستقبل وبالتالي وجب منحها فرصتها الكاملة في التعبير عن مؤهلاتها وإبراز إمكانياتها، وعليه فقد كان من الواجب ايلاء أهمية كبيرة للاعبين الاولمبيين لا الاعتماد على عناصر مجربة، وما يحز في النفس ويدعوا إلى الكثير من التساؤل هو تهميش لاعبين ساهموا في تألق المنتخب وتأهله إلى النهائيات، نحن بصدد التعامل مع فئة عمرية في منعرج حاسم وهو ما يستوجب استحضار الجانب النفسي والتأثيرات النفسية التي قد تنجم عن العملية، لقد كان من الأفضل الاعتماد على ثلاثة أو أربعة أسماء لا ضم 13 لاعبا. - المنتخب الأول ليس أحسن حالا، في نظرك من يتحمل مسؤولية الخيبات والنكسات المتوالية؟ الكل مسؤول، ولكل نصيبه مما حدث كل من موقعه الخاص، الصحافة والرأي العام الوطني والجماهير قامت ب «النفخ» في المدرب والمنتخب بعد الرباعية أمام الجزائر، والنتيجة بعدها كانت كارثية، وبجميع المقاييس، خروج صاغر وإقصاء مذل من الدور الأول من الكأس القارية، والفظيع في الأمر أن غيريتس لم يهتد بعد للتشكيلة النموذجية كل مرة نعاين مجموعة جديدة، وفي نظري فإبعاد الشماخ وحجي خطوة غير محسوبة، صحيح أن اللاعبين لا يلعبان بشكل منتظم مع فريقيهما غير أنهما يمارسان في مستويات متقدمة وبإمكانهما تقديم الإضافة المفقودة للمنتخب. - نود معرفة جديدك بعدما تواريت عن الأنظار؟ أخوض تداريبي بشكل انفرادي وأواظب على الحفاظ على لياقتي من خلال خوض بعض المباريات لأنني أمني النفس بالتوقيع لفريق خلال الموسم المقبل، لم أتلق بعد أي عرض وأنا لازلت بصدد الانتظار وإذا لم أتوصل به خلال هذه الفترة من مرحلة الانتقالات فلن أتردد وقتها في إعلان اعتزالي.