يستعد المنتخب المحلي للمشاركة في نهائيات كأس العرب التي سيفتتح منافساتها بمواجهة المنتخب البحريني في 22 يونيو الجاري بجدة، قبل أن يلتقي ليبيا ثم منتخب اليمن. وإذا كانت كأس العرب بطولة ودية خارج أجندة الاتحاد الدولي، ولا يبدو أنها ستعود بالنفع على المنتخب المحلي بالنظر إلى المنتخبات الضعيفة المشاركة، وأيضا برمجتها في نهاية الموسم مما سيحرم مجموعة من اللاعبين من أخذ قسط من الراحة بعد موسم طويل وشاق، فإن تساؤلات كثيرة تطرح حول الجدوى من المشاركة في هذه البطولة وحول السبب الذي يدفع الجامعة إلى إسناد مهمة قيادة المنتخب المحلي إلى غيريتس، وليس إلى مدرب محلي. إن إصرار جامعة كرة القدم على إسناد مهمة قيادة المنتخب المحلي لغيريتس يبدو أمرا غير مقبول، فغيريتس لما تعاقدت معه الجامعة كان الهدف هو أن يقود المنتخب الوطني الأول إلى تحقيق نتائج غير مسبوقة، وضمنها التأهل إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل، غير أنه في الوقت الذي سقط فيه المنتخب الوطني بشكل مخيب في نهائيات كأس إفريقيا بالغابون، وكان منتظرا أن تشكل صدمة الإخفاق منطلقا لإحداث تغيير جذري، فإن الجامعة كافأت غيريتس بمنحه مهمة قيادة المنتخب المحلي، مع أن الجامعات التي تحترم نفسها تمنح مهمة قيادة هذا المنتخب لمدرب يحمل جنسية البلد على الأقل ليستفيد ويفيد ويكون جاهزا لتحمل المسؤولية، والسؤال هو ماذا سيستفيد المنتخب الوطني من قيادة غيريتس للمنتخب المحلي حتى لو أحرز لقب هذه الدورة الرمزية، علما أن المتتبعين وحتى ودادية المدربين المغاربة طالبوا بإسناد المهمة لمدرب مغربي. غيريتس لم يكتف بقيادة المنتخب الوطني الأول والمحلي، بل إنه وهو يعد لائحة الفريق أحدث فتنة بين الفرق المغربية، ففي الوقت الذي لم يراع فيه لمشاركة فريق المغرب الفاسي في كاس الاتحاد الإفريقي واستدعى أربعة من لاعبيه رغم حاجة الفريق إليهم، فإنه في المقابل لم يوجه الدعوة لأي من لاعبي الوداد بمبرر مشاركتهم مع الفريق «الأحمر» في كأس الكاف، علما أن البطولة نفسها يخوض مبارياتها الفريق الفاسي. إن المفروض في مدرب لمنتخب وطني أن يكون عادلا ومتوازنا في قراراته، لا أن يقدم تنازلات لهذا الطرف أو ذاك، والمفروض في الجامعة إذا كانت لدينا جامعة فعلا لكرة القدم أن تحرص على أدق التفاصيل فجزئيات صغيرة فقط قادت منتخبات إلى الهاوية.