من المنتظر أن يتم إنجاز مشروع رائد بقيمة 1.2 مليون أورو في شمال المغرب، مخصص لتشجيع استثمارات المغاربة المقيمين ببلجيكا. وأوضح أصحاب هذا المشروع، أول أمس الثلاثاء، خلال ندوة صحفية بالرباط، أنه سيتم تنفيذ المشروع، الذي أطلق عليه اسم «تعبئة المغاربة المقيمين ببلجيكا من أجل تنمية المغرب»، والذي سيمتد إنجازه لسنتين، من قبل المنظمة الدولية للهجرة بتعاون مع الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج والحكومة البلجيكية. ويسعى هذا المشروع الموجه للمنعشين البلجيكيين من أصل مغربي وللمغاربة المقيمين بالخارج الراغبين في الاستثمار بجهة طنجة -تطوان والجهة الشرقية وإقليم الحسيمة، إلى دعم المستثمرين المنتجين، وخاصة المقاولات الصغرى والمتوسطة ذات الطابع المجدد والتي تعود بالنفع على اقتصاد المغرب، لاسيما من حيث خلق فرص الشغل. كما يتوخى المساهمة في تحقيق التنمية السوسيو- اقتصادية بالمغرب من خلال مواكبة المغاربة المقيمين بالخارج الحاملين لمشاريع استثمارية ذات تأثير سوسيو-اقتصادي محلي. وسيستفيد المرشحون، الذين تم اختيارهم من تداريب تكوينية ومواكبة فردية على مستوى المساعدة القانونية والإدارية وإعداد دراسات للسوق والبحث عن التمويل. وبالموازاة مع الجانب المتعلق بالاستثمار، يتضمن هذا المشروع أنشطة بحث تروم تمكين الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج من التوفر على مؤشرات دقيقة ومتعددة الأبعاد تمكن من قياس أثر الهجرة على التنمية بالمغرب. وفي هذا السياق، أبرز الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج، عبد اللطيف معزوز، في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة، محمد البرنوصي، أن هذا المشروع ينسجم مع السياق السياسي الحالي ومقتضيات الدستور الجديد المتعلقة بتعزيز مساهمة مغاربة المهجر في تحقيق التنمية ببلدهم الأصلي وتوطيد أواصر الصداقة والتعاون مع حكومات ومجتمعات البلدان التي يقيمون فيها أو التي هم مواطنوها. وأشار إلى أن من شأن هذا النوع من المشاريع تسهيل انخراط المغاربة المقيمين في الخارج في تدبير الشأن العام في بلدهم الأصلي وفي أوراش التنمية البشرية، مبرزا الدور الذي يضطلع به مغاربة العالم باعتبارهم محفزين حقيقيين للدينامية التنموية بالجهات التي ينحدرون منها. وأشاد معزوز بالطابع المجدد لهذا المشروع الذي ستكون له انعكاسات إيجابية على المناطق المستهدفة، معربا عن أمله في أن تتكرر هذه التجربة. ومن جانبه، أبرز مدير القطب الاقتصادي لمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج عبد السلام الفتوح أن المغاربة المقيمين ببلجيكا يشكلون، بالنظر لتشبثهم بوطنهم الأم واندماجهم في بلدان الاستقبال في الوقت نفسه، جسرا لنقل المهارة ورافعة لتطوير التبادل بين البلدين. وأبرز الفتوح المقاربة التشاركية التي يتسم بها تنفيذ هذا المشروع الذي يتوخى بالأساس استثمار الانتماء المزدوج للجيل الثاني من المهاجرين من أجل تشجيع العمل التضامني والتنمية المشتركة.