أكنول - محمد أحداد الهدنة التي كان قد أعلنها مصطفى بكوري عقب توليه منصب الأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة مع حزب العدالة والتنمية، يبدو أنها انتهت، حيث تحول لقاء جهوي لحزب الأصالة والمعاصرة بأكنول التابعة لإقليم تازة إلى محاكمة علنية لعبد الإله بنكيران وحكومته. في هذا الصدد، هاجم مصطفى بكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكومة عبد الإله بنكيران، معتبرا أن قرار الزيادة في أسعار المحروقات «ليس في صالح المغاربة وهو أكثر تعقيدا مما يعتقد مهندسو القرار»، مؤكدا في المنحى ذاته أن «حزبنا أصيب بخيبة أمل كبيرة وهو يتابع حصيلة التدبير الحكومي من طرف حكومة عبد الإله بنكيران». ووجه بكوري خطابه إلى بنكيران قائلا إن «النوايا وحدها لا تكفي. يجب الانتقال إلى الفعل لأن المغاربة ينتظرون خطوات عملية. هم مستعدون للتضحية، لكن ليس بإمكانهم السكوت عن القرارات المجحفة، وينبغي كذلك أن تكون جميع القرارات التي تتخذها الحكومة مدروسة، وأخشى أن تعود بنا هذه الحكومة إلى الفترة التي صاحبت سياسة التقويم الهيكلي المتميزة بتوقيف الاستثمارات وشل الحركية الاقتصادية». من جهته، فجر عزيز بنعزوز، عضو المكتب الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، قنبلة من العيار الثقيل حينما لمح إلى تورط حزب الاستقلال في اغتيال عباس المساعدي وحدو أقشيش، أبرز قيادات جيش التحرير المغربي في خمسينيات القرن الماضي. وقال في هذا الصدد إن «هؤلاء لم يكونوا ضحية الاستعمار الفرنسي أو الإسباني. إنه الحزب الوحيد الذي كان يريد وقتئذ أن يهيمن على البلاد، وهو الحزب الذي أراد أن يصير الفاعل الوحيد في الساحة السياسية». وأضاف أن «الحزب الوحيد هو الذي اغتالهم لأنهم كانوا يشكلون خطرا كبيرا على رغبته في الاستحواذ على مغرب ما بعد الاستقلال»، في إشارة واضحة إلى حزب الاستقلال الذي كان الحزب القوي غداة الاستقلال. ولم يتوقف بنعزوز عند هذا الحد، في لقاء كان لافتا فيه غياب إلياس العماري وعبد الحكيم بنشماس القياديين المنتميين إلى نفس الجهة، بل وجه نقدا شديدا إلى حزب العدالة والتنمية، متهما إياه بمحاولة «خونجة» المجتمع بالاستعانة بفصائل سرية وعلنية «تساعدهم على تحقيق هذا المبتغى، وهم يريدون طبع المغرب بلون واحد في الدين والسياسة». في السياق ذاته، هاجم محمد بنحمو، القيادي في حزب «البام» حكومة عبد الإله بنكيران، واصفا إياها ب«الشاردة«والتائهة»، وأكد أن«هذه الحكومة تسير في طريق ارتكاب مصائب لا حد لها، من دون أن يكون لها أي طعم وأي لون ولا تتقن سوى الخطاب الفرجوي والارتجالية في التسيير».