كشف مصدر مطلع استمرار الاعتقالات إلى غاية مساء أول أمس الأربعاء في صفوف المعتصمين أمام مقر إدارة المجمع الشريف للفوسفاط في خريبكة، بعد الأحداث التي شهدتها المدينة يوم الثلاثاء الماضي، وأسفرت عن إصابات بليغة في صفوف المعتصمين وقوات الأمن. وقال مصدر من المكتب الشريف للفوسفاط إن المعتصمين قاموا بمنع المستخدمين من الدخول إلى مقر عملهم، مما فرض على السلطات العمومية التدخل. وأوضح نفس المصدر أن المواجهات لم تتسبب في أي خسائر لإدارة المجمع في مدينة خريبكة، مشيرا إلى أن الهدوء عاد إلى المدينة الفوسفاطية بعد تفريق المعتصمين. ودخلت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان في بني ملال، التابعة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، على الخط، زوال أول أمس الأربعاء، للاطلاع على أوضاع المعتقلين. وقال علال البصراوي، رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، في اتصال ب»المساء»، إن عدد المعتقلين بلغ، إلى غاية صباح أمس الخميس، 24 محتجا، بينما أكد المتحدث نفسه أنه ما يزال يتلقى اتصالات هاتفية، بين الفينة والأخرى، من عائلات معتصمين تؤكد اعتقال أبنائها من قِبَل قوات الأمن. وأوضح البصراوي أن المعلومات عن استمرار الاعتقالات تبقى غيرَ مؤكدة، في انتظار إحالة جميع المعتقَلين على أنظار النيابة العامة، ومن المفترض أن تكون المنطقة الأمنية الإقليمية لخريبكة قد أحالت، الموقوفين على القضاء ظهر أمس الخميس. وفي علاقة بالموضوع، أكد البصراوي أن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان في بني ملال ستنجز تقريرا في الموضوع، حيث استمرت المواجهات العنيفة حوالي أربع ساعات وأسفرت، حسب المتحدث، في إصابات بين المعتصمين ورجال الأمن، بعدما حاول المعتصمون «إغلاق» إدارة المجمع الشريف للفوسفاط. وكان عدد من المقصيين من قرارات الإدماج في المجمع الشريف للفوسفاط قد تبادلوا الرشق بالحجارة. كما شهد حي «البيوت» الشعبي في المدينة مواجهات عنيفة، حيث لم تسلَم النساء والمارة من الإصابات. وحول الخسائر التي تسببت فيها المواجهات الأمنية، أوضح رئيس المجلس الجهوي لحقوق الإنسان أن الخسائر تبقى «عادية» بالمقارنة مع خسائر السنة الماضية. وحسب الأخبار التي حصلت عليها «المساء»، فقد رفض عدد من المعتصمين المصابين في المواجهات العنيفة التوجه إلى المستشفيات خوفا من الاعتقالات، فيما نُقِل عدد من رجال الأمن والمحتجين إلى مصلحة العلاجات في مستشفى «الحسن الثاني». وفي سياق متصل، انتقل الاحتقان إلى مدينة وادي زم، التي تبعد عن خريبكة بحوالي 33 كيلومترا، حيث قرر أعضاء جمعية التقنيين والتقنيين المتخصصين تنظيم مسيرة مشيا على الأقدام في اتجاه خريبكة للمطالبة بإدماجهم في المجمع الشريف للفوسفاط. وكان أعضاء الجمعية قد قروا تنظيم المسيرة يوم الأحد الماضي، حيث سارعت السلطات المحلية إلى استقدام عناصر التدخل السريع من مدن أخرى لمنع المسيرة، وقامت بتفريقها بالقرب من منطقة «الفوارات»، التي تبعد عن مدينة وادي زم بحوالي 5 كيلومترات، دون أن تتسبب في مواجهات بين المعتصمين ورجال القوة العمومية. وكان أعضاء الجمعية قد اتهموا باشا المدينة بنعتهم ب»البْراهْش» أثناء حوار معهم في ساحة الشهداء وسط مدينة وادي زم، وطالب المحتجون بتنفيذ وعود السلطات المحلية بتشغيلهم في القرى المنجمية التابعة للمدينة، حيث نصبوا خياما وسط ساحة الشهداء.