بيعت في مزاد علني اللوحة الزيتية «رأس امرأة» للفنان بابلو بيكاسو بنحو ثمانية ملايين دولار فى مزاد نظمه مؤخرا الفرع الباريسى لدار «سوثبيز»، ضمن معروضات للفن المعاصر ولوحات فنانين انطباعيين. وذكرت صحيفة «ليبراسيون»، الفرنسية، أن لوحة «رأس امرأة»، التي جسّد بها بيكاسو عشقَه حبيبتَه دورا مار في عام 1936، بيعت في مزاد جرى في صالة مزادات سوثبيز في باريس ب6.3 مليون أورو (50 مليون جنيه تقريبا). وقد أنجز بيكاسو (1881 -1974) اللوحة، التي تراوح بين التجريد والتكعيب، عام 1939، وهي واحدة من الصور العديدة التي رسمها لصديقته دورا مار. ولم ينته المزاد قبل أن يدفع المتنافسون على الشراء ما مجموعه 20.7 مليون أورو. وهذه اللوحة، التى بيعت مؤخرا، واحدة من عشرات اللوحات التى رسمها بيكاسو للحبيبة المُلهِمة، فيما كانت أغلب رسومه لها تقدمها بدمعة على الخد!.. ويذكر أنه منذ 14 سنة، لم يسبق لأي لوحة من تلك الفترة أن بيعت في مزاد في العاصمة الفرنسية. وحسب معلومات الشركة المشرفة على المزاد، فإن سعر لوحة بيكاسو هو أعلى رقم تحققه تحفة في مزاد فرنسي في الموسم الحالي. وفي الأمسية نفسها، بيعت لوحة زيتية للرسام والمصور مان راي بمبلغ مليونين و400 ألف أورو، وهو رقم قياسي لم تحققه من قبل لوحة لراي، المزداد في الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1890 باسم إيمانويل رودنتسكي، والمتوفى في باريس عام 1976. إلى ذلك، عاشت هنرييت ماركوفيتش، حبيبة بيكاسو وملهمته، كرواتية الأصل، الشهيرة باسم دورا مار، في باريس، مسقط رأسها، حيث هوَت الرسم والتصوير وخالطت جماعة السرياليين وأقامت معرضا خاصا لأعمالهم. غير أن شهرتها كفنانة توارت وراء ما عُرِفت به من علاقة مع بيكاسو، الذي كان قد عرّفها عليه الشاعر بول إيلوار عام 1935، ويومذاك كان في بدايات شهرته. ودامت العلاقة 9 سنوات، صورت دورا مار خلالها بيكاسو في مراحل إنجازه لوحته الخالدة «الغرنيكا» في مرسمه، الواقع في حي «سان ميشيل». وفي المقابل، رسم بيكاسو عشرات الصور لها والتي تبدو في أغلبها ودمعتها على خدها. فارقت دورا مار الحياة على سرير مستشفى في باريس عام 1997، عن 90 سنة، بعدما عاشت سنواتها الأخيرة وحيدة، وفي عزلة تامة، في شقة في حي «الماري». وعندما دُفِنت وفتحوا شقتها وجدوا ثروة من اللوحات والرسوم الموقعة بإمضاء بيكاسو، وبدأت «معارك» الورثة الذين لم يزرها أحد منهم من قبل.. ومن جهة أخرى، تم بيع لوحة للفنان المغربي سعد بن السفاج، كانت ضمن حلقة بيع للمزادات الدولية مخصصة للفن المعاصر في «دار كريستي» العالمية للمزادات في باريس، يوم الجمعة الماضي، بسعر 50 ألف أورو. ويعتبر هذا الأداء، حسب النقاد، أكثرَ من متميز، باعتبارها من أندر المرات التي يتم فيها عرض عمل فنان مغربي ضمن المبيعات الدولية ل»دار كريستي»، بعيدا عن أي تصنيف موضوعاتي أو جغرافي قد يحدد الانتماء إلى منطقة أو ثقافة بعينها. وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أنه من المؤكد أن الرقم الذي حقّقه بيع هذا العمل الفني، الذي يعترف بالمستوى العالمي الذي بلغه الإنجاز الفني لسعد بن السفاج، سيسهم في إعطاء مزيد من الإشعاع للفن التشكيلي المغربي في الخارج. وينتمي سعد بن السفاج، المولود في 16 يناير1939 في تطوان، إلى تلك الفئة من المغاربة الأوائل الذين تلقوا تكوينهم الأكاديمي في فن التشكيل. فبعد تخرجه، سنة 1957، من مدرسة الفنون الجميلة في إشبيلية، تابع دروسا في تاريخ الفن في مدرسة اللوفر في باريس، قبل أن يعود إلى إسبانيا ليحصل، في 1962، على شهادة أستاذ من المدرسة العليا للفنون الجميلة «سانتا إيزابيل دي هنغريا» في إشبيلية. وفي سنة 1965، عاد بن السفاج إلى المغرب لتدريس تاريخ الفن والرسم والتشكيل في مدرسة الفنون الجميلة في تطوان. ولعل ما يميز الشخصيات المرسومة من قِبَل بن السفاج هي ما تبثه لدى المتلقي من شعور بالحياة، وكأنها شخصيات حقيقية تتحرك بالفعل داخل اللوحة. وما كان لابن السفاج أن يمنح لوحاته حركية الحياة لولا هذا المراس والاحتكاك بفن التشكيل، الذي تجاوز الخمسين سنة. ويعود معرض بن السفاج الأول إلى 1956، ومنذ ذلك الوقت، لم يتوقف قط عن الرسم.. مر بمراحل تجريبية كثيرة (التصويرية والتعبيرية والواقعية الجديدة والتجريد) قبل أن يصل إلى هذا التشكيل ذي المعالم اللونية الترابية والعمق الداكن الذي اتّشحت به آخر أعماله. وتنتمي لوحته التي بيعت في «دار كريستي»، كما تذكر الوكالة، إلى هذه المحطة الأخيرة من تجريبه الفني، «حيث يحضر تجاذب وتمازج واضح بين الطابع الواقعي والروح الشاعرية».