في واحدة من أغرب القصص تلك التي شهدتها ردهات محاكم العاصمة الرباط، تقدم مشتكٍ بشكاية تهمّ الضرب والجرح والاعتداء ضد مشتكى به، وتضمن ملفه شهادة طبية مزورة بمدة عجز مبالغ فيها. وعندما علم المدعى عليه أن الخصم أدلى بشهادة طبية تم تسليمها من طرف طبيب معروف بالسمسرة في الشهواهد الطبية، طلب من نفس الطبيب أن يسلمه شهادة من أجل الدفاع عن نفسه، فتم الاتفاق على المبلغ وتسلم «الزبون» الشهادة. وخلال مواجهة بين الأطراف أمام هيئة المحكمة، حاول كل طرف زج بالطرف الآخر في السجن، غير أن المثير في هذه الواقعة أن المدعى عليه، عندما تسلم الشهادة، لم يطلب منه الطبيب الإدلاء بأي وثيقة تثبث هوية الشخص الذي يرغب في الحصول على تلك الوثيقة، فبدل أن يكشف عن اسمه كشف اسم والده، الذي كان قد فارق الحياة منذ سنوات.. فعندما حضر الجلسة، قدم للهيئة نسخة من الشهادة الطبية التي تحمل اسم شخص متوفى ونسخة من شهادة وفاته، مبرهنا لهم على أن المدعي يريد الزج به في السجن ظلما وعدوانا وأن الشواهد الطبية «تشترى» من أجل تصفية حسابات بين الأشخاص، فتم حفظ الملف بشكل نهائي.