قال البلجيكي إيريك غيرتس مدرب المنتخب الوطني أنه لن يغادر الإدارة التقنية الوطنية مهما كانت طبيعة نتيجة المبارتين المقبلتين (ضد غامبيا والكوت ديفوار)، مضيفا القول «لن أهرب تحت أية ذريعة ولن أخرج من الباب الضيق لسبب بسيط هو أن المنتخب الوطني المغربي ينتظره عمل في العمق يتوجب علي إتمامه للنهاية». وأكد غيريتس خلال الندوة الصحفية التي عقدت بالملعب الكبير بمراكش أول أمس الأربعاء، حيث حاول جاهدا أن يكون هادئا ومتزنا بأنه يضع الثقة كاملة في عناصر المنتخب الوطني للتوقيع على نتيجة إيجابية خلال المبارتين المقبلتين بالرغم من صعوبة المهمة لاقتناعه بإمكانياتهم فضلا عن رغبة اللاعبين في إسعاد الشعب المغربي خصوصا بعدما انصهروا بحسبه في بوثقة واحدة،مثنيا بالمناسبة على ما يختزنه اللاعبون المحليون من مهارات مؤكدا بأنهم يستحقون حمل القميص الوطني. - مباشرة بعد العودة من المشاركة في منافسات كأس إفريقيا الأخيرة لم نر قط أي تغيير سواء، فيما يتعلق بالجانب التقني أو البدني لعناصر المنتخب الوطني المغربي وتأكد ذلك جليا خلال المباراة الودية ضد المنتخب السنغالي، هلا ألا أعطيتنا تصورا واضحا للطريقة التي ستمزج من خلالها بين مختلف الخطوط؟ يجب التذكير بأن المباراة الودية الأخيرة ضد المنتخب السنغالي بينت لي بأنه أصبح ضروريا بالنسبة للاعب يونس بلهندة أن يغير مركزه بالطريقة التي تناسبه وبالتالي تمنحه فرصة تقديم الإضافة النوعية للفريق الوطني خصوصا بعدما أصبحت وضعيته خارقة للعادة برفقة فريقه مونبوليي إذ اضحى من ركائز الأخير، كما أعتقد بأن المزج بين مركز اللاعب المذكور واللاعب الحسين خرجة والتنسيق بينهما يعد منطقيا وظهر ذلك جليا خلال المباراة الودية الأخيرة ضد المنتخب السنغالي. من جهة أخرى تشكل عودة اللاعب عادل هرماش أمرا إيجابيا للغاية، إذ بالنظر لكونه يمتلك مؤهلات تنحو أكثر للدفاع في حين أن اللاعب الحسين خرجة لديه ميل هجومي عن طريق التقدم للأمام، أعتقد والحالة هذه أن التنسيق بين اللاعبين سيعطي ثماره بدون شك إذ لمست ذلك جليا خلال بعض المباريات الحاسمة، حينما برهنا على أنهما يكونان ثنائيا جيدا ومتناغما فضلا عما يميزهما من حماس واندفاع زائد ما يخولهما إمكانية قيادة المجموعة الجديدة التي نؤسس لها. - كثيرا ما بررت توجيهك الدعوة للاعب مروان الشماخ بالرغم من تدني مستواه البدني بكون مجرد التدريب برفقة فريق أرسنال الانجليزي يعادل من حيث المستوى اللعب رسميا لبعض الأندية، هل ما زلت على القناعة ذاتها؟ بالتأكيد لن أغير رأيي، فالكل يعلم بأن الدوري الانجليزي يتميز بالاندفاع البدني الخارق كما أن فريق أرسنال يعد من ضمن الأندية الخمس الأولى في البريمير ليغ، لهذا السبب ولاشيء غيره وضعت دوما ثقتي في إمكانيات اللاعب مروان الشماخ التقنية والبدنية بالرغم من سيل الانتقادات التي تعرضت لها بخصوصه من قبل الإعلام الوطني بداعي غياب الجاهزية البدنية وملازمته المستمرة لدكة الاحتياط. بطبيعة الحال ومن المنطقي بأن وضعية اللاعب المذكور لا يمكن أن تطول أكثر وإلى الأبد ليعاد السيناريو ذاته ما دفعني لعدم دعوته للالتحاق بالمنتخب الوطني، ثم إن أي لاعب بالعالم مهما بلغ مستواه بحاجة في لحظات معينة للتباري والمنافسة للاستئناس، أمنيتي الغالية أن تتغير وضعية اللاعب مروان الشماخ الحالية لتتضح الرؤية فإما أن يشارك الموسم المقبل بصفته لاعبا رسميا بفريقه الحالي أرسنال أو في أقصى الحالات يغير الوجهة بالتعاقد مع فريق آخر، ففي حال استأنف التداريب بانتظام فإن اللاعب المذكور يستحق أن يكون دوما عنصرا أساسيا بالفريق الوطني. في الحقيقة تؤلمني حقا وضعيته الغامضة والملتبسة الراهنة بصفتي مدربا بالدرجة الأولى وإنسانا من جهة أخرى، أعتقد بأنه لا يستحق التهميش الذي يعاني منه حاليا برفقة فريقه الحالي أرسنال، بالرغم من كل ذلك كان علي في لحظة معينة أن أحسم في طبيعة اللائحة الرسمية والنهائية للمنتخب الوطني المغربي وقد فعلت. راجت خلال الاونة الأخيرة العديد من الأخبار التي ترجح إمكانية مغادرتك للمنتخب الوطني المغربي، نود أن نعرف بكل وضوح هل في حال خسارة الأخير خلال المبارتين المقبلتين (ضد كل من غامبيا والكوت ديفوار) ستبقى على رأس الإدارة التقنية الوطنية؟ لنكن واضحين ورفعا لكل التباس محتمل، فبالرغم من طبيعة أي نتيجة خلال مباراة يوم الغد ضد المنتخب الغامبي بالعاصمة بانجول أو لقائنا المرتقب ضد منتخب الكوت ديفوار يوم التاسع من شهر يونيوالمقبل بمراكش سأظل مدربا للمنتخب الوطني المغربي لسبب بسيط هو أنه ليست لي الرغبة في مغادرة الإدارة التقنية الوطنية لأي دافع مهما كان نوعه خصوصا بعدما اتضح جليا بأن الفريق الوطني المغربي ينتظره عمل كبير في العمق علي إتمامه، ولهذا سأضع حدا لكل ما يروج من إشاعات ترجح إمكانية مغادرتي للمنتخب الوطني المغربي، أنا باق هنا بالمغرب حيث أشعر بالراحة والطمأنينة. بطبيعة الحال سيكون من السهل علي فسخ العقد بذريعة تبعات النتائج السلبية المحتملة خلال المباراتين الرسميتين المقبلتين لكني شخصيا لن أهرب قط كيفما كانت النتيجة، لا أريد أن أخرج من الباب الضيق على كل حال. - عينت الإدارة التقنية الغامبية المدرب الإيطالي لوسيانو مانشيني خلفا للإطار التقني السابق بيتر بونو جونسون، إلى أي حد سيكون ذلك في صالح المنتخب الوطني المغربي؟ في الحقيقة من الصعب وضع حكم قيمة موضوعي على هذا التغيير الذي شهدته الإدارة التقنية الغامبية وبالتالي إمكانية استفادة المنتخب الوطني المغربي إيجابيا من هذا الطارئ، شخصيا لا أدري هل سيحتفظ الإطار التقني الجديد للمنتخب الغامبي بالنهج التكتيكي نفسه للمدرب السابق أم أنه سيعدله، المهم بالنسبة لي هو ضرورة التركيز بما فيه الكفاية على عملي الرامي لتطوير الأوتوماتزمات الدفاعية والهجومية لدى عناصر المنتخب الوطني المغربي، وفي السياق نفسه تابعت برفقة اللاعبين شريطا يتضمن مباراة سابقة جمعت المنتخبين الغامبي والجزائري للوقوف على مكامن خلل وقوة منافسنا حيث اتضح بأن المنتخب الغامبي قد ضيع العديد من الفرص السانحة للتسجيل والتي كان بإمكانها تغيير النتيجة . شخصيا أنا مقتنع بأن عناصر المنتخب الوطني المغربي ستأخذ غدا السبت ببانجول المباراة على محمل الجد بالرغم من طبيعة الأجواء الصعبة وغير المتوقعة التي ستدور فيها المباراة خصوصا فيما يتعلق برداءة أرضية الملعب والمختلفة بشكل كلي على أرضية الملعب الدولي بمراكش، وبالمناسبة لا بد من التذكير بأن إيجاد فريق وطني يتكون من عناصر أنهت أنديتها للتو منافسات البطولة يعد في حد ذاته أمرا إيجابيا جدا،سنشد الرحال لغامبيا ( أمس الخميس) ب23 لاعبا وسنحاول البصم على نتيجة جيدة خلال المباراة. - ماذا عن طبيعة ومستوى الإصابات التي تعرضت لها بعض العناصر مؤخرا؟ في الحقيقة أن يتعرض اللاعب للتوعك مباشرة بعد نهاية الموسم يعد أمرا معقدا للغاية، قضى اللاعبون موسما كرويا شاقا عرضهم للإرهاق، علينا التعايش مع هذه الوضعية، بالرغم من كل ذلك لمست لدى جميع العناصر رغبة أكيدة لتقديم إضافة نوعية للمنتخب الوطني المغربي خصوصا بعدما انصهروا في بوثقة واحدة خلال المدة التي تطلبتها الإقامة بمراكش والتي كانت مثالية ما يعني بأن ذلك لن يكون سوى إيجابيا للفريق الوطني، كما حاولت خلال هذه الفترة تقوية الجانب الذهني للاعبين الذين أثق فيهم وعلي لوحدي تحمل الضغط بالشكل الذي يحرر اللاعبين سيكولوجيا كي يقدموا الأفضل خلال المباراة وفي هذا الشأن أتحمل المسؤولية كاملة، ولهذا السبب قررت أن أستمر في العمل مع هذه النواة من اللاعبين . - ماذا عن طبيعة الانسجام بين الخطوط؟ بالنسبة للاعبين عادل هرماش والحسين خرجة يوجد بينهما انسجام تام ولا يطرح الأمر أدنى مشكل، ولسوء الحظ بالنسبة للظهيرين الأيمن والأيسر ليسا عمليين جراء التوعك ما أرغمني على تعويضهما بعنصرين ليست لديهما عادة اللعب إلى جانب بعضهما والأمر نفسه ينسحب على اللاعب الذي سيخوض المباراة إلى جانب المهدي بنعطية الذي استرجع جميع إمكانياته ما أسعدني. وبالنسبة لخط الهجوم ليس بدوره بأفضل حال بعدما تعرض اللاعب أسامة السعيدي للتوعك حيث لم يتماثل للشفاء بعد بالرغم من ذلك لدينا أمل في إمكانية مشاركته في المباراة المقبلة ضد الكوت ديفوار يوم التاسع من يونيو المقبل إذ يقتضي أمر لعبه رسميا أن يكون في كامل جاهزيته البدنية. - وجهت الدعوة لحوالي 12 لاعبا محليا من البطولة الوطنية لتعزيز صفوف المنتخب الوطني، ماذا عن عنصر التكامل بينهم وبين اللاعبين الممارسين بالبطولات الأجنبية؟ في السابق لم يكن المنتخب الوطني المغربي يتشكل في معظمه من عناصر تمثل لاعبي البطولة المحلية،بالنسبة لي شخصيا ليس المهم أن يكون هناك انسجام وانصهار بين اللاعبين المحليين والمحترفين بالبطولات الأجنبية خارج الملعب بقدر ما يعد أساسيا وحيويا الانسجام داخل رقعة الميدان، لهذا وضعت ثقتي في المجموعة الحالية من اللاعبين المحليين لأنهم بكل بساطة يستحقونها. - هل ستعتمد على اللاعب يوسف العربي رسميا خلال المبارتين المقبلتين في ظل ما يميز الدوري السعودي من ضعف مقارنة بالبطولات الأوروبية؟ بطبيعة الحال سأعتمد عليه عنصرا أساسيا ما دام أنني وجهت إليه الدعوة،بطبيعة الحال لا أحد يجادل بأن كرة القدم الإفريقية تعتمد بالأساس على الاندفاع البدني القوي وهذا المعطى أخذته بعين الاعتبار. وبالنسبة للاعب يوسف العربي سبق لي ونصحته بعدم التوقيع لفريق الهلال السعودي لأن ذلك سيؤثر عليه سلبا لصغر سنه لكنه لم يذعن للنصيحة رغبة منه في خوض المغامرة بالبطولة السعودية وهذا من حقه،كل ما هنالك أتمنى أن يجد حلا سريعا للحسم النهائي في وضعيته فإما الاستمرار لاعبا بفريقه الحالي أو تغيير الوجهة شطر بطولة أخرى ما سيتيح له إمكانية تطوير مستواه. - ما الذي يعزز ثقتك بكون الفريق الوطني سيوقع على نتيجة إيجابية غدا السبت ضد غامبيا، وبالمقابل ما الذي يخيفك؟ يكمن الأمر في الرغبة الأكيدة لعناصر المنتخب الوطني المغربي في إبراز أحقيتها بحمل القميص الوطني وأنه بالرغم من بعض الغيابات الوازنة لأبرز لاعبي المنتخب الوطني فإن بقية العناصر تتطلع لإسعاد الشعب المغربي. وما يقلقني أكثر بالمناسبة هو الحالة السيئة للملعب الذي ستجرى على أرضيته المباراة، طبعا سيعاني المنتخبان معا من هذه الوضعية السلبية بنفس الحدة لكن المنتخب الغامبي يمتلك أفضلية التأقلم معها، من جهة أخرى لست خائفا بل منزعجا من ذلك، وهذا لا يمنحني الحق في التذرع بسوء أرضية الميدان، ولتجاوز ذلك سنقلص لأكبر قدر ممكن من الاعتماد على الجانب التقني للاعتماد بالمقابل على عامل الاندفاع البدني مقارنة مع المباريات السابقة.