كشف سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أن الدبلوماسية المغربية استطاعت أن تنجح في التقليل من عدد من الأمور المسيئة للمغرب، حيث تمت مراجعة عدد من النقاط التي تضمنها تقرير الأممالمتحدة. وأوضح العثماني، في لقاء للجنة الخارجية بمجلس النواب، أول أمس أن الدبلوماسية المغربية تحركت على مستوى جميع عواصم العالم، التي ينتمي إليها أعضاء مجلس الأمن، وتمكنت من حذف نقاط مسيئة في التقرير. وأضاف أنه اتصل شخصيا بالأمين العام الأممي بان كي مون لمراجعة نقاط وردت في المسودة الأولى عبّر المغرب عن رفضها. وقال العثماني إن «رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان سافر إلى نيويورك وعقد لقاء مع أعضاء مجلس الأمن ومع الأمانة العامة للأمم المتحدة، بتنسيق مع وزارة الخارجية، وهذا لا يعكسه الإعلام، لكن ذلك ليس ضروريا». كما أوضح العثماني أنه اختار عدم الحديث عن التقرير عند صدوره لأنه لم يكن يرغب في أن يعرقل أشغال مجلس الأمن، وألا ينظر إلى المغرب كأنه عدو لأعضاء مجلس الأمن. وأضاف أنه ترك مسافة لأصدقاء الأمين العام حتى يتشاوروا، ليصدر قرار مجلس الأمن، الذي وصفه العثماني ب«المقبول والمتوازن» لأنه لم يشر إلى حل الاستفتاء. وأكد العثماني على الحل السياسي الدائم والمتوافق عليه، مشيدا بفتح مكتبين للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بكل من العيون والداخلة. كما تطرق إلى ضرورة إحصاء اللاجئين في مخيمات تندوف. وبخصوص مستجدات قرار سحب المغرب الثقة من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المتحدة كريستوفر روس، قال العثماني: «ما زلنا ننتظر رد الأمين العام للأمم المتحدة على المذكرة التي قدمناها، ويبدو أن لديه عددا من الالتزامات حاليا». وفسر العثماني خلفيات هذا القرار، مشيرا إلى أنه اتخذ بعد عدة لقاءات تقييمية، وبعد لقاء مع السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة محمد لوليشكي. وأضاف أنه تم الاستناد في هذا القرار على حالة الفتور التي يعرفها الملف، موضحا أن جولات المفاوضات غير المباشرة وصلت إلى تسع بعدما كانت محددة في جولتين، مما أدى إلى انسداد الأفق، إضافة إلى أن تقرير كريستوفر روس الذي قدمه لم يمس جوهر الملف. وقال العثماني إنه أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة قرار المغرب المتعلق بسحب الثقة من روس في جلسة طويلة وصريحة، كما تم إبلاغ كل من فرنسا وأمريكا وكذا الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن بحيثيات اتخاذ القرار حتى لا تصل الحقائق مشوهة. وأكد وزير الشؤون الخارجية أن روس حاول التأثير في قرار الأممالمتحدة من خلال التقرير، الذي لم يكن عادلا ولا محايدا ولا متوازنا، وهو ما جعل المغرب لا يثق في الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، يضيف الوزير. وتحدث العثماني عن سابقة في سحب الثقة والتي قام بها خصوم الوحدة الترابية «البوليساريو» عندما سحبوا الثقة من بيتر فان فالسوم الممثل السابق بعد تصريح قال فيه إن حل الانفصال ليس واقعيا. ووصف العثماني ملف الصحراء المغربية بالمعقد، وقال إن وزارة الخارجية تدبر الشق الدبلوماسي فيه، في حين تدبر مؤسسات أخرى جوانب أخرى في إطار التكامل، مؤكدا أنه سيبلغ رئيس الحكومة وبعض الوزراء الملاحظات التي أبداها البرلمانيون.