قادت السلطات الأمنية بفاس، مساء يوم أول أمس الأربعاء، حملة اعتقال ضد المهاجرين السريين الأفارقة. وقالت مصادر حقوقية إن عناصر الأمن اعتقلت ما يقرب من 150 مهاجرا جلهم من النازحين من دول إفريقيا جنوب الصحراء. وأسفرت المطاردات التي تتخلل مثل هذه الحملات، حسب المصادر نفسها، عن إصابة 7 أفراد تم نقلهم إلى المستشفى الإقليمي الغساني لتلقي العلاجات اللازمة. وتعتبر هذه الحملة من أكبر العمليات التي قامت بها السلطات الأمنية بالمدينة ضد المهاجرين الأفارقة. وأوردت المصادر بأن عناصر عمدت إلى مداهمة عدد من قنوات الصرف الصحي، والدخول في أنفاقها، في تجزئات في طور البناء، للوصول إلى هؤلاء المهاجرين، كما عمدت إلى تكثيف المراقبة حول أحراش في غابات محيطة بمحطة القطار بالمدينة. وتعمد السلطات المغربية إلى ترحيل هؤلاء الأفارقة، لكنهم عادة ما يعاودون الدخول إلى التراب المغربي في انتظار البحث عن المنفذ الآمن للوصول إلى أوربا. ومع طول انتظار الفرصة، وتردي الأوضاع الاجتماعية، وفقدان الزاد، يضطر عدد من المهاجرين والمهاجرات إلى «الاستقرار» في المغرب، والعمل في مهن البناء، ومساعدة التجار في الأسواق الشعبية. وكشفت الحملة التي نفذتها السلطات الأمنية بفاس أن العشرات من المهاجرين السريين يعيشون أوضاعا مزرية، ويضطر العديد منهم إلى اتخاذ الأحراش، في الليل، ملاجئ للنوم، وبعضهم يمضي لياليه في قنوات الصرف الصحي في تجزئات سكنية في طور البناء، بالقرب من محطة القطار بالمدينة. ويمضي آخرون لياليهم بجوار مقهى يقدم خدماته ليل نهار، بالمنطقة ذاتها. ويلجأ عدد منهم إلى سوق شعبي بحي الدكارات، في الصباح الباكر، لمساعدة التجار، وامتهان التسول، في انتظار وصول الفرصة المواتية لركوب القطار أو الاستعانة بخدمات وسائل نقل متخصصين في تهريب البشر، في اتجاه ضواحي الناظور، المحطة الأقرب لدخول مليلية.