لبس مصطفى الباكوري، الأمين العام الجديد لحزب الأصالة والمعاصرة، جبة الإطفائي ونجح في إخماد «حرائق داخلية» اشتعلت في بيت حزب الأصالة والمعاصرة في جهة فاس وعجزت عدد من تدخلات الأعيان عن «إطفائها». ودخل الباكوري، صباح أول أمس السبت، لمدة تفوق الأربع ساعات، في أحد فنادق الخمسة نجوم في مدينة فاس، اجتماعا مغلقا ضم أعضاء المجلس الوطني للحزب في الجهة ورؤساء جماعات محلية وبرلمانيين وعددا من رموز كل من جهة فاس ومكناس. وانتهى الاجتماع، حسب مصادر مطلعة، بالخروج بتوصيات تدعو إلى تجاوز الخلافات الداخلية وما يترتب عنها من تطاحنات هامشية تضعف أداء الحزب. وأشار الباكوري، في كلمته، بعدما ترأس حصص استماع إلى وجهات نظر مختلفة ومتباينة حول الوضع التنظيمي في الجهة، إلى أن حزب الأصالة والمعاصرة، بعد مؤتمره الاستثنائي، قد قرر تقوية ما أسماه التضامن بين نشطائه وتوجيه المجهودات للبناء والدخول في ما وصفه بالمنافسة الشريفة مع المتنافسين من الأحزاب السياسية الأخرى. وردد الباكوري، وهو يترأس في مساء اليوم نفسه، لقاء تواصليا في أحد منتجعات عمالة مولاي يعقوب، نفس الكلام، واعتبر أنه يكفيه خصومه خارج الحزب. واستعان الباكوري، في مساء اليوم نفسه، بضوء الشموع لعقد تجمع في بلدة «هرمومو»، بعد انقطاع التيار الكهربائي عنها، وقالت مصادر مقربة إن الباكوري يعتبر من الزعماء السياسيين القلائل الذين أقدموا على زيارة هذه البلدة بعد أحداث 1971. وتفادى الباكوري الدخول في ردود على عمدة فاس، الذي عاد، في الآونة الأخيرة، إلى وصف حزب «البام» ب«الحزب الأغلبي» واتهم إلياس العماري وعددا من وجوه الحزب في الجهة بالتحكم في محيط المدينة، على خلفية رد فعله الغاضب على إدانة ابنه نوفل شباط من قبل المحكمة الابتدائية ب3 سنوات سجنا نافذا في ملف يتعلق بالمخدرات الصلبة، رفقة 5 أشخاص آخرين. وذكرت المصادر أن هذا الموضوع حضر بقوة في «خلوة» الحزب الصيفية في الجهة، لكن الباكوري تجنب الخوض فيه وأصر في أجوبته على عدد من الصحافيين، وهو ينهي لقائه في منتجع مولاي يعقوب، على عدم الخوض فيه مجددا. في المقابل، وجه مصطفى الباكوري انتقادات محتشمة إلى الحكومة الحالية، وهو يتحدث عن التأخر الحاصل في تفعيل مشروع الجهوية الموسعة وفي عدم إعلان الحكومة جدولة زمنية للانتخابات، رغم الإعلان المبدئي عن تنظيمها، وقال إن هذا الوضع يزرع الضبابية ولا يشجع على الاستثمار. واسترجع الباكوري، وهو يدافع عن الالتصاق بهموم الموطنين والتواصل معهم، ظروف نشأة حزب الأصالة والمعاصرة، موردا أن الفترة التي سبقت انتخابات 2007 كان يطبعها الششل والركود، وفي معظم الأحيان، الاستخفاف بانتظارات المواطنين، في إشارة إلى نفس التبرير الذي يقدمه حزب «البام» لشرعنة خروجه إلى حيّز الوجود، لتقديم «عرض سياسي» يتماشى مع الانتظارات ويواجه التحديات.