رغم عدم تكبد بورصة القيم بالدارالبيضاء لخسائر مثل التي تكبدتها خلال شهر شتنبر الماضي، إلا أن جميع المؤشرات لا زالت في الأحمر، حيث اختتم مؤشر مازي لشهر أكتوبر بانخفاض فاق 4 %، ليكون بذلك شتنبر الماضي الشهر الذي شهد أكبر خسائر البورصة منذ 2003، حيث هوى بأكثر من 10 %، وبذلك تكون بورصة الدارالبيضاء قد سجلت انخفاضا ناهز 14 % في ظرف شهرين. ويبدو أن تأكيدات جل الفاعلين الماليين ابتداء بوالي بنك المغرب ووزير المالية والاقتصاد ثم المجموعة المهنية لبنوك المغرب، خلال شهر أكتوبر المنصرم، والذين أكدوا على عدم تأثير الأزمة المالية العالمية الحالية على بورصة الدارالبيضاء، تصطدم بواقع مغاير لما قيل وخصوصا خلال تعاملات الأسبوع الفارط، حيث هوت مؤشرات البورصة خلال اليوم الأول من الأسبوع كما كان الحال بكل البورصات الأوربية، ثم بدأت تتعافى ابتداء من يوم الثلاثاء إلى الجمعة رويدا رويدا، وهو نفس المسار الذي سجلته مؤشرات البورصات العالمية خلال الأسبوع الماضي. وإذا كانت البورصة المصرية قد خسرت أكثر من 33 % خلال شهر أكتوبر لوحده، فإن التقرير الشهري لسوق القيم المصري أوضح «أن الهبوط الحاد الذي أصاب مؤشراتها الشهر الماضي يرجع إلى استمرار تداعيات الأزمة المالية العالمية وتزايد المخاوف من التأثيرات المحتملة للأزمة على مستقبل النمو الاقتصادي العالمي»، فإن بورصة الدارالبيضاء لا توفر مثل هذا التقرير الشهري ولا حتى دوري يتيح للعموم وخصوصا صغار المستثمرين بالبورصة فرصة الإطلاع على إحصائيات وأرقام وتوضيحات تفيدهم في تعاملاتهم. هذا وانتقلت رسملة بورصة الدارالبيضاء من 670 مليار درهم خلال شهر أبريل الماضي إلى أقل من 580 مليار درهم في 31 أكتوبر 2008، حيث فقدت حوالي 90 مليار درهم في ظرف 6 أشهر، وشكلت الفترة ما بين شتنبر وأكتوبر المرحلة الأكثر تضررا بالنسبة لسوق القيم المغربي. ولوحظ خلال شهر أكتوبر المنصرم أن أسهم 17 شركة فقط عرفت ارتفاعات طفيفة، من ضمن 77 شركة مسومة بالبورصة، تقدمهم سهم «تيمار» بارتفاع قارب 13 % ثم سهم «ليديك» ب9 %، أما أقوى انخفاضات الشهر فسجله سهم «ميدياكو المغرب» الذي تكبد خسارة فاقت 33 % من قيمة سهمه، وانتقل من 378 درهما بداية الشهر إلى 253 درهما خلال يوم الجمعة الماضي، ثم سهم «الشركة المعدنية لتويست»، حيث انخفض بحوالي 25 % متكبدا خسارة فاقت 180 درهما في السهم الواحد في ظرف شهر. أما مؤشر مازي الذي يعكس جميع الأسهم المدرجة بالبورصة فقد عرف انتعاشا طفيفا خلال الأسبوع الماضي وارتفع بحوالي 0.35 % وبنفس الوتيرة ارتفع مؤشر ماديكس الذي يعكس أداء الأسهم الأكثر نشاطا بنسبة 0.50 %، أما حجم التداولات فكان ضعيفا ولم يتجاوز 1مليارا و480 مليون درهم، تقدمهم سهم اتصالات المغرب وسهم الضحى.