طمأن محمد نبيل بنعبد الله، وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة، الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية، بخصوص مآل دفاتر التحملات التي أعدها مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم حكومة عبد الإله بنكيران، وأثارت جدلا دفع الحكومة إلى التراجع عنها وإسناد مهمة مراجعتها إلى لجنة وزارية؛ فيما لم يتوان الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية في تنقيط قيادة عبد الإله بنكيران للحكومة الحالية، معتبرا، خلال عرض قدمه لدى حلوله ضيفا على الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية صباح أمس الاثنين، أن بنكيران «يدبر الحكومة بحكمة، وتوفق إلى حدود الساعة في تدبير الأمور رغم الوضعية الصعبة». ورغم هذا التنقيط الجيد لبنكيران، فإن بنعبد الله يرى أن على رئيس حكومته التركيز على ملفات خاصة، وألا يشتغل على جميع الملفات، طارحا خمسة ملفات يرى ضرورة أن ينكب عليها بنكيران ويوليها كبير اهتمامه، وعلى رأسها صندوق المقاصة وصناديق التقاعد. إلى ذلك، قال بنعبد الله، الذي يعتبر ثالث وزير يحل ضيفا على نواب العدالة في إطار اللقاءات الدورية التي دأبوا على عقدها مع وزراء الحكومة، إن التعديلات التي ستلحق دفاتر التحملات «لن تكون انقلابية»، مشيرا إلى أن الطريقة التي أعد بها الخلفي دفاتر التحملات كانت جيدة. غير أن الوزير، المكلف مؤخرا بترؤس لجنة وزارية مهمتها الوحيدة هي مراجعة دفاتر تحملات قنوات القطب العمومي، شدد خلال العرض الذي قدمه على ضرورة أن تتم معالجة الملفات الحساسة، من قبيل دفاتر التحملات، بطريقة موحدة وباتفاق وبمقاربة تشاركية، بالنظر إلى حساسية اللحظة السياسية ولتفادي انعكاسات محاولات بعض الجهات الصيد في المياه العكرة، مشيرا إلى أن السقف الزمني لعمل اللجنة المكلفة من قبل الحكومة بمراجعة دفاتر تحملات قنوات القطب العمومي لن يتجاوز شهر شتنبر القادم. وحرص بنعبد الله كذلك على بعث إشارات مطمئنة بخصوص مستقبل الحكومة التي يترأسها حزب العدالة والتنمية، حينما أكد، على مرأى ومسمع من نواب العدالة والتنمية، أن حزبه حريص على إنجاح التجربة وتجنيبها كل ما من شأنه أن يستثمر من قبل خصومها لضربها وتهديد وحدتها. وكان لافتا، خلال جلسة المكاشفة بين نواب العدالة والتنمية والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، تركيز الأخير على تدعيم جهود التنسيق بين مكونات التحالف الحكومي، وسبل تعزيز الانسجام والتماسك بينها، خاصة بعد ظهور بوادر خلافات منذ تشكيل الحكومة الحالية، وبلوغها ذروتها في الأسابيع المنصرمة. وحسب بنعبد الله، فإنه لا يمكن أن تحقق الحكومة نتائج متميزة دون انسجام.