وجد عبد عبد الحق أيت لعريف لاعب الرجاء البيضاوي لكرة القدم، نفسه وسط قلب العاصفة، إثر تبادله في مباراة «الديربي» أمام الوداد بقميصه مع اللاعب أيوب سكوما، ثم ارتدائه له وهو في طريقه إلى مستودع الملابس. ثار غضب بعض «الرجاويين» واعتبروا الأمر خيانة عظمى للفريق، بينما أقسم أحد أعضاء المكتب المسير أن قدمي أيت لعريف لن تطأ ملعب الرجاء مجددا. ما الذي حدث حتى ينتفض بعض الرجاويين، ويبدؤون في كيل الاتهامات للاعب، ويطالب البعض برأسه؟ وهل ارتكب اللاعب جريمة عندما ارتدى قميص الوداد، في حركة يفترض أنها تشجع على الروح الرياضية وتنتصر لها؟ وهل يبدو مقبولا أن يتخذ النقاش هذا المنحى السلبي، ولا يحرك مسؤولو الفريق ساكنا لوضع الأمور في طريقها الصحيح؟ إن الحركة التي قام بها أيت لعريف حركة رياضية بكل المقاييس، وكان من المفروض على الذين أبدوا غضبهم الجارف أن يسائلوا أنفسهم ما هو الذنب الذي ارتكبه اللاعب حتى توجه له كل هذه الاتهامات. إذا كان جزء من الجمهور يحكمه الانفعال، وقد ينخرط في موجة الاتهام، فإن من غير المقبول أن ينخرط عضو في المكتب المسير في الأمر ويقسم بأغلظ الأيمان أن قدمي اللاعب لن تطأ ملعب الرجاء مجددا، وكأن أيت لعريف ارتدى قميص إسرائيل، وكشف بعضا من أسرار أمن الدولة. لمكر الصدف فقد حدثت هذه الواقعة في وقت هناك حملة واسعة النطاق لمحاربة الشغب ولتكريس الروح الرياضية في الملاعب المغربية، وبدل أن يلتقط هؤلاء الرسالة ويعملون على تشجيع التقارب بين الرجاء والوداد، فإنهم يسعون لتكريس التفرقة. إن الرجاء خسر الديربي وخرج خاوي الوفاض هذا الموسم، ليس لأن أيت العريف ارتدى قميص الوداد عقب نهاية المباراة، ولكن لأن الفريق يتم تدبيره بطريقة فرق الأحياء، فطيلة موسم وهو يعيش جملة من التناقضات، مما جعله يدفع الثمن غاليا، ماليا من خلال خزينته الفارغة وكرويا بعدم حصوله على أي لقب، وبالإساءة أيضا لتاريخه بخسارته بخمسة أهداف لصفر أمام تشيلسي الغاني في عصبة الأبطال الإفريقية. إن هناك من يريد أن يجعل من ارتداء أيت لعريف لقميص الوداد قضية، حتى يزيغ بالنقاش الحقيقي عن سكته السليمة، وحتى لا يساءل أعضاء المكتب المسير عن الأخطاء التي ارتكبوها، فرفقا بأيت لعريف وبصورة الرجاء، فاللاعب لم يرتكب جرما ليعاقب عليه.