يعيش قسم الولادة بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال حالة شلل منذ الاثنين الماضي، بعد تقديم أطباء القسم الأربعة شواهد طبية وترك القسم فارغا، في الوقت الذي تواجه فيه الحوامل خطر الموت في أي لحظة بسبب غياب أي طبيب اختصاصي. وقدم ثلاثة أطباء بقسم الولادة، صباح الاثنين الماضي، شواهد طبية احتجاجا على الغياب المستمر لزميلتهم، وأفاد تقرير لفرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، توصلت «المساء» بنسخة منه، بأن الأطباء تقدموا بالشواهد احتجاجا على سلوك زميلتهم التي تتمارض منذ التحاقها بهذا المركز، واعتبرت مصادر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن سلوك الطبيبة جاء نتيجة انتمائها إلى حزب رئيس الحكومة، في الوقت الذي أرسلت فيه شهادة طبية جديدة رغم أنها الطبيبة المداومة مما دفع زملاءها إلى تقديم شواهد طبية بدورهم. ونجت «زهرة أيت تازات» القادمة من إقليم أزيلال من موت محقق نتيجة حالتها المستعصية التي تطلبت نقلها من أفورار إلى المركز الاستشفائي بني ملال، قبل أن يتم نقلها إلى المستشفى المحلي لقصبة تادلة، حيث أجريت لها عملية قيصرية مستعجلة لها أنقذت حياتها وحياة جنينها، وقالت «زهرة أيت تازات» ل»المساء» التي زارتها بالمستشفى المحلي بقصبة تادلة رفقة لجنة من مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال، إنها عانت الأمرين لأزيد من سبع ساعات بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال قبل نقلها إلى مدينة قصبة تادلة، لتكتمل فرحتها بأول مولود لها بعدما توفي جنينان سابقان لها أثناء الولادة. وحذر تقرير للجمعية المغربية لحقوق الإنسان من «الأوضاع المزرية والتسيب الإداري بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال»، ودق التقرير ناقوس الخطر، معتبرا «شعارات التغطية الصحية «راميد» وجودة الخدمات الصحية المقدمة للمرضى والتلاعب بالشواهد المرضية لفائدة بعض منعدمي الضمير من العاملين بقطاع الصحة، الضرر الكبير الذي يلحق بمرتادي هذه المؤسسة الصحية». وطالب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ببني ملال وزير الصحة بفتح تحقيق في الأوضاع التي يعرفها قسم الولادة ببني ملال، واتخاذ ما يلزم من الإجراءات في حق المتلاعبين بصحة المواطنين وأرواحهم، وتوفير بناية جديدة لقسم الولادة تناسب عدد عمليات التوليد وعدد الوافدات عليه باعتباره قسما جهويا للولادة، وتزويد قسم الولادة بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال بالموارد البشرية الكافية تفاديا لمزيد من وفيات النساء الحوامل أثناء الوضع في القرن الواحد والعشرين. يشار إلى أن قسم الولادة بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال يعاني نقصا حادا في الأطر الصحية، قبل أن يقرر الأطباء تقديم شواهد طبية احتجاجا على أوضاعهم بالمستشفى الذي أطلقت فيه الدولة أول تجربة لنظام التغطية الصحية «راميد» بالمغرب سنة 2007، ويضم قسم الولادة بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال أربع قاعات للتوليد، وممرضتين «مولدتين» وأربعة أطباء، ويستقبل أكثر من عشرة آلاف امرأة حامل سنويا، مما يطرح شعار الجودة موضع المساءلة.