- ما هو التعريف العلمي ل«الحبسة»؟ الحبسة» أو «الأفازيا» (Aphasie) كلمة مشتقة من اللغة الإغريقية وتعني «فقدان القدرة على الكلام». وفي استعمالها الطبي فهي تعني قصورا مكتسبا في استعمال اللغة الشفهية والكتابية معا، حيث إنه يمكن اعتبار الحبسة مصطلحا يشير إلى اضطراب وضعف لغويين قد يظهران لدى الإنسان ويؤديان به إلى صعوبة في فهم اللغة أو إنتاجها وإلى عدم القدرة على الكتابة والقراءة. - ما هي أسبابها؟ هناك أسباب عديدة قد تؤدي إلى حدوث الأفازيا، مثل الأورام أو الجلطات أو الإصابات الخارجية للدماغ.. حيث تنتج عن ذلك إصابة لمراكز اللغة في الدماغ، مما يؤدي إلى خلل في الوظائف اللغوية، وترتبط نوعية هذا الخلل وحدّته بنوع الاصابة التي لحقت بمراكز اللغة في الدماغ. فمثلا، عند حدوث تلف في منطقة «بروكا» (المنطقة الموجودة في النصف الأمامي من الشق الدماغي الأيسر) يحدث خلل في اللغة التعبيرية، في حين أن الإصابة في منطقة «فيرنيك» (وهي توجد في الفص الصدغي من الشق الدماغي الأيسر) تؤدي إلى عدم القدرة على الفهم.. وتجدر الاشارة هنا إلى أن مراكز اللغة توجد في الشق الأيسر من الدماغ عند أغلبية الناس، ولكن هناك بعض الأشخاص تتواجد لديهم هذه المراكز في الشق الأيمن. - هل الحبسة أنواع؟ هناك أنواع كثيرة جدا من الحبسة، تختلف باختلاف مناطق الإصابة وكذا باختلاف الأعراض الناجمة، أذكر بعضا منها: -حبسة فيرنيك (Laphasie de Wernicke): وتسمى أيضا الحبسة الاستقبالية، حيث يفقد الشخص القدرة على استيعاب الألفاظ لدى سماعها، فرغم أن حاسة السمع تكون سليمة فإن الاصابة على مستوى الخلايا العصبية تؤدي إلى عدم القدرة على تكوين صورة سمعية للكلمات. ويقوم المصاب في هذه الحالة بالحديث من خلال جمل طويلة لا معنى لها وكلمات غير مفهومة حبسة بروكا (Laphasie de Broca): ويطلق عليها أيضا الحبسة التعبيرية أو الشفهية، ويكون المصاب في هذه الحالة قليل الكلام، عكس المصاب بالحبسة الاستقبالية، فهو لديه قدرة استعابية جيدة ويستطيع فهم الكلام، ولكنه يفقد القدرة على التعبير وينحبس كلامه، وتكون كلماته قليلة وخالية من القواعد اللغوية السليمة. -الحبسة النسيانية (Aphasie amnésique): في هذه الحالة يجد الشخص صعوبة في تسمية الأشياء المألوفة والتي كان يعرفها ويستعملها من قبل. ورغم أنه يحتفظ بالقدرة على التعرف عليها والاشارة إليها عند سماع اسمها، فإنه لا يستطيع أن يتلفظ به، ويقوم بدل ذلك بوصف الاستعمال الذي تصلح له. الحبسة الكلية (Aphasie globale): هي أكثر أنواع الأفازيا صعوبة، إذ نجد عجزا شديدا في كل أنواع الوظائف المتعلقة باللغة، والقدرة على الكلام والكتابة منقوصة تماما أو معدومة. -ما هي أعراض الحبسة؟ -تختلف الأعراض باختلاف النوع، ولكنْ يمكن أن نجمل بعض الأعراض كالآتي: عدم القدرة على النطق في غياب ضعف أو شلل للعضلات، عدم القدرة على فهم الكلام، عدم القدرة على النطق بالكلمات، عدم القدرة على التعبير التلقائي، عدم القدرة على الكتابة والقراءة، عدم القدرة على تسمية الأشياء والأشخاص أو صعوبة ذلك، التعبير بجمل منقوصة، استبدال الحروف والمقاطع والكلمات.. -هل هناك علاج للحبسة؟ مباشرة بعد الاصابة الدماغية التي يتعرض لها الشخص وتؤدي به إلى «الأفازيا»، تكون القدرة على استرجاع الاستعمال اللغوي جيدة بشكل تلقائي، في اطار تحسنه على المستوى العام، ولكن هذا الاسترجاع التلقائي يجب أن يكون مصحوبا بعلاج لغوي محدد، لأن هذه الفترة هي التي يكون فيها العلاج أكثر فعالية. كما يمكن العلاج في فترات متأخرة، حيث يتمكن الشخص المصاب من استرجاع أجزاء من رصيده اللغوي الضائع وتطوير مهارات تواصلية أخرى. وقد أكدت الأبحاث أن مرضى الأفازيا الذين يتلقون علاجا لغويا يتحسنون بمقدار الضِّعف على الأقل بالمقارنة مع الذين لا يتلقون علاجا. أخصائية في تصحيح النطق والكلام