جاءت خسارة الرجاء البيضاوي أمام غريمه التقليدي الوداد الرياضي في الجولة 28 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، لتدق المسمار الأخير في نعش الفريق هذا الموسم، ويخرج خالي الوفاض بدون أي لقب. عندما قاد المدرب امحمد فاخر الرجاء في الموسم الماضي للظفر بلقب البطولة وبلوغ دور المجموعتين في عصبة الأبطال الإفريقية، كان على الفريق «الأخضر» أن يبدأ استعداداته مبكرا، خصوصا أن دور المجموعتين على الأبواب. نبوءة فاخر اقترح فاخر برمجة تجمع تدريبي في أروبا، وتحديدا بإسبانيا أو البرتغال، لكن طلب فاخر قوبل بالرفض، قبل أن يقرر المكتب المسير برمجة تجمع تدريبي بمدينة أكادير. بموازاة ذلك كان فاخر يلح على المكتب المسير أن ينتدب لاعبين جددا وأن يفتح باب المفاوضات سريعا مع اللاعبين المنتهية عقودهم، حتى يكون بمقدور الفريق الاستعداد على نحو جيد للموسم الحالي. لم يكن اختيار مدينة أكادير موفقا، فالفريق اضطر لخوض مباريات ودية مع فرق محلية هناك، بل إن منها من قامت بالمناداة على لاعبيها من الشاطئ حيث كانوا يمضون عطلتهم الصيفية ليواجهوا الفريق «الأخضر»، كما أن الرجاء ظل يستعد منقوص العدد. أمام عدم اكتمال صفوف الفريق وعدم التعجيل بانتداب اللاعبين، وتسريح اللاعب محسن متولي لفريق الإمارات، حزم فاخر حقائبه وعاد إلى مدينة الدارالبيضاء لعقد اجتماع عاجل مع المكتب المسير. جدد فاخر مطالبته بانتداب لاعبين جدد لأن الفريق مقبل على خوض دور المجموعتين لعصبة الأبطال واللعب على عدة واجهات. أمام رفض المكتب المسير الاستجابة لطلبات فاخر، قرر الأخير عدم العودة إلى أكادير ليعلن استقالته من تدريب الفريق «الأخضر»، والمبرر بالنسبة له عدم رغبته في بيع الوهم للرجاويين مثلما صرح بذلك. واصل المدرب المساعد عبد اللطيف جريندو قيادة الفريق مؤقتا إلى حين التعاقد مع مدرب جديد، وقاد الرجاء في مباراته الأولى في دور المجموعتين أمام كوطون سبور الكامروني(0-0)، قبل أن يتعاقد الفريق مع الروماني إيلي بلاتشي الذي بدأ في تدريب الرجاء منذ مباراته الثانية في دور المجموعتين أمام الهلال السوداني، والتي انتهت بفوز الأخير بهدف لصفر، وخاضها الرجاء ب15 لاعبا فقط، وفي ظل عدم تجديد مجموعة من اللاعبين. خرج الرجاء من منافسات عصبة الأبطال دون أن يحقق أي فوز في دور المجموعتين، مكتفيا بإحراز هدف واحد. صفعة عصبة الأبطال طوى الرجاء صفحة عصبة الأبطال الإفريقية، في أسوأ مشاركة له في دور المجموعتين، وكان على الرجاء تحت قيادة مدربه الروماني إيلي بلاتشي أن يبحث عن فتح صفحة جديدة على الواجهة المحلية، لكن الفريق سيتلقى ضربة أخرى بإقصائه المبكر في منافسات كأس العرش أمام أولمبيك أسفي بملعبه وأمام جمهوره. واصل الرجاء نتائجه المخيبة في البطولة، لذلك قرر المكتب المسير إقالة المدرب الروماني إيلي بلاتشي من مهامه والتعاقد مع الفرنسي بيرتران مارشان. نجح مارشان في تحسين نتائج الفريق، وفي إنعاش آماله في التنافس على لقب البطولة، لكن نتائج الرجاء لم تستقر على حال،كما أن مستواه ظل يتذبذب، لذلك جاءت الخسارة بخمسة أهداف لصفر أمام تشيلسي الغاني في الدور الأول من عصبة الأبطال الإفريقية للموسم الحالي لتؤكد أن وضعية الفريق ليست بخير، وأنه في الطريق إلى الهاوية. تركت الهزيمة أمام تشيلسي الغاني جرحا غائرا في نفوس الرجاويين، فهذه الهزيمة كانت هي الأكبر في تاريخ مشاركات الفريق الإفريقية، إذ لم يسبق له أن تعرض لهزيمة ثقيلة كهاته. قدم المكتب المسير اعتذاره لجمهوره ، وحاول الفريق أن يحفظ ماء وجهه في مباراة الإياب بالدارالبيضاء، لكن فوزه بثلاثة أهداف لصفر، لم يكن كافيا لضمان تأهله ليخرج من السباق الإفريقي مبكرا، وب»فضيحة» كروية للفريق، ثم جاء الخروج من سباق البطولة ليؤكد أن الرجاء فقد البوصلة. أسباب الانهيار لم يكن خروج الرجاء هذا الموسم خالي الوفاض مفاجئا للمتتبعين، فالمكتب المسير بحسبهم ارتكب مجموعة من الأخطاء التي دفع الفريق ثمنها غاليا، فالاستعدادات للموسم الحالي لم تكن في المستوى، وانتداب اللاعبين لم يتم وفق المأمول، كما أن الفريق فرط في لاعبيه محسن متولي وممادو بايلا، اللذين كانا يلعبان دورا مهما في الفريق. ولم تقتصر الأخطاء عند هذا الحد فقط، بل إن المكتب المسير كان أعلن في جمعه العام أنه اختار أن ينهج سياسة التشبيب، لكن ذلك سرعان ما تبين أنه كلام للاستهلاك فقط، إذ عاد الفريق ليعتمد على مجموعة أخرى من اللاعبين. وجاء دخول المكتب المسير في علاقة متشنجة مع بعض اللاعبين، وإبعاد المدرب مارشان للاعبين الذين لم يجددوا عقودهم مع الفريق من التشكيلة الأساسية ليعمق مشاكل الفريق الذي ظل يخوض كل مباراة بتشكيلة مغايرة، قبل أن يجد الفريق نفسه يتخبط وسط «وحل» عدم انضباط بعض لاعبيه، وعدم اتخاذ المكتب المسير لقرارات حازمة.