قال رشيد نيني، الرئيس المؤسس لجريدة «المساء»، الذي عانق الحرية مؤخرا بعد قضائه سنة كاملة خلف القضبان، إن «خبر حذف العقوبات السالبة للحرية من قانون الصحافة المقبل، والذي أعلن عنه وزير الاتصال خلال إحدى الندوات قبل أيام، هو خبر جد سار للصحفيين، خاصة وأنه مطلب رفعه المهنيون منذ زمن طويل». وأضاف نيني، الذي كان يتحدث أول أمس خلال حفل الاستقبال الذي أقامته منظمة حريات الإعلام والتعبير على شرفه، أنه «على المهنيين أن يظلوا مصرين على عدم الاحتكام إلى غير قانون الصحافة، وإلا فلن تكون هناك أي جدوى من إخراج قانون صحافة جديد، ما دامت إمكانية محاكمة الصحفيين بالقانون الجنائي لا تزال واردة»، مشددا على ضرورة محافظة الصحفي على مصادره مهما كلفه الأمر، حتى ولو كلفه ذلك دخوله إلى السجن، لأن «رأسمال الصحفي الحقيقي هو ثقة مصادره فيه، وإذا فقدها فقد معها رأسماله الرمزي كصحفي». كما أبدى نيني ألمه الكبير جراء وفاة عبد الجبار السحيمي، رئيس التحرير السابق لجريدة «العلم»، والذي تلقى نبأ وفاته وهو لا يزال قابعا خلف أسوار السجن، مبديا حزنه على فقدان الساحة الصحفية واحد من روادها الكبار. وفي نفس الوقت، أعرب عن شكره وعتابه للراحل في نفس الآن، «فأنا أشكره لأنه احتضنني وكان السبب في دخولي عالم الصحافة، بعدما قبل بنشر نصوصي الأدبية على صفحات جريدة «العلم»، وأعتب عليه لأنه ورطني في عالم مهنة المتاعب، والتي أصبحت مهنتي التي أعيش منها فيما بعد». واستعاد نيني ذكريات أول لقاءاته بالراحل سنة 1993، حين أخفق في الفوز في إحدى مسابقات الشعر، وكتب مقالة غاضبة عن اتحاد كتاب المغرب قام السحيمي بنشرها على صفحات جريدة «العلم»، ليقوم الأشعري، الذي كان يرأس الاتحاد آنذاك، بالرد عليها بمقال آخر، «فكانت تلك أولى حروبي في عالم الصحافة»، يضيف نيني. من جهته، هنأ العربي المساري، الصحفي بجريدة «العلم» ووزير الاتصال السابق، الزميل رشيد نيني باستعادته لحريته بعد قضائه لعقوبة السجن، معتبرا أن «نيني استطاع خلال مدة قصيرة أن يصنع لنفسه اسما في سماء الصحافة الوطنية، من خلال قلمه الرشيق وكتاباته التي تنفذ إلى قلوب القراء، كما أنه استطاع تأسيس جريدة «المساء» التي تعتبر تجربة إعلامية فريدة، والتي استطاعت الصمود رغم تعرض مديرها لمحنة السجن طيلة سنة كاملة». واستعاد المساري ذكرياته مع زميله السابق في جريدة «العلم»، مؤكدا أن عبد الجبار السحيمي كان «مدرسة إعلامية قائمة بذاتها، وتتلمذ على يديه مجموعة من الصحفيين المتميزين على الساحة الإعلامية حاليا، ومنهم الصحفي رشيد نيني»، معتبرا أن جريدة حزب الاستقلال، على عهد السحيمي، كانت مفتوحة أمام الجميع، ولم تكن محكومة بالحسابات الحزبية الضيقة.