أثارت دفاتر تحملات قنوات القطب العمومي التي طرحتها وزارة الاتصال جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض، ورغم أن النقاش الدائر لم يكن في مجمله مهنيا، إلا أن كثيرين لم ينتبهوا إلى أن قناة «الرياضية» المتخصصة في الرياضة، تعيش وضعا شاذا من شأنه أن يؤثر على تنزيل دفاتر التحملات. تقول المادة 102 المتعلقة بالخصائص العامة للبرمجة، إن على قناة «الرياضية» أن «تحرص على التوازن في تغطيتها للأحداث الرياضية بين جهات المملكة، حسب ما تفرضه الأحداث الرياضية الآنية»، وأن تبث كل أسبوع وبصفة منتظمة ولمدة لا تقل عن 52 دقيقة لكل برنامج، برنامجين حواريين حول قضايا الشأن العام الرياضي». وإذا كان من شأن الحرص على التوازن أن يخدم القناة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه، هو كيف يمكن للعاملين بالقناة، إذا كانت لهم الرغبة الحقيقة في القيام بعمل مهني، أن يناقشوا قضايا رياضة التنس ومشاكلها الظاهرة والخفية، في وقت المسؤول الأول عن القناة، هو فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الذي يشغل في الوقت نفسه مهمة رئيس لجامعة التنس، فهل يمكن لأجير إذا أن ينتقد رب عمله، أو أن يفتح ميكروفونات القناة لمعارضي العرايشي في جامعة التنس، ولمنتقديه سواء من الممارسين الحاليين أو القدامى. لقد كان حريا بالعرايشي الذي لم يتردد في الحديث في خضم النقاش الدائر حول دفاتر التحملات عن ضرورة استقلالية الإعلام العمومي عن السلطة التنفيذية، أن يبدأ بنفسه أولا تماشيا مع هذا المنطق ويستقيل على الأقل من جامعة التنس، حتى لا يمس ب»الاستقلالية» المزعومة لقناة الرياضية، ففي الأم حالة تنافر غير مقبولة. لقد تابعنا كيف أن لاعبة التنس الإسرائيلة بيير شاهار، شاركت في منافسات جائزة للامريم للتنس، لكن القناة لم تشر إلى خبر مشاركتها، بل إنها في جميع تغطياتها كانت تتجنب الإشارة إلى وجودها بفاس، ولم يتنفس العاملون الصعداء إلا بعد إقصائها، علما أن فيصل العرايشي كان قد أعطى تعليماته المباشرة بعدم الإشارة إلى وجود هذه اللاعبة أو اسمها أو جنسيتها. ربما لو كان الرئيس العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة شخصا آخر غير العرايشي، لتم التعامل مع مشاركة هذه اللاعبة بشكل آخر في التغطيات التلفزية، أو لربما لما تم توجيه الدعوة لها، ثم إنه ليس مقبولا أن تحظى الأنشطة التي تنظمها جامعة التنس بالاحتفال، وليس بالتغطية الصحفية، في قنوات القطب العمومي، تابعوا التشرات الإخبارية للرياضية ودوزيم والأولى والبرامج الرياضية أيضا وستقفون على الحقيقة المؤلمة، بل وفي بعض الأحيان يجد الصحفيون أنفسهم ملزمين بعدم الإشارة إلى أي نقطة سلبية.