يواصل قضاة المجلس الأعلى للحسابات، منذ أزيد من خمسة أشهر، البحث في المشاريع المنجزة وغير المنجزة التي تشوبها اختلالات بالمجلس الإقليمي في الخميسات. وأكدت مصادر «المساء» أن القضاة قاموا بجولات ماراطونية في مجموعة من الجماعات القروية والحضرية التابعة لعمالة الخميسات، من بينها المعازيز وتيداس ووالماس والرماني وغيرها للوقوف على مدى إنجاز المشاريع التي سبق التقيد بتنفيذها من طرف المجلس الإقليمي والتي صرفت وخصصت لها ملايين الدراهم. وأوضحت المصادر نفسها، أن آخر زيارة قام بها القضاة ذاتهم كانت إلى بلدية تيفلت خلال نهاية الأسبوع الماضي، وتمحورت حول المشاريع التابعة لميزانية المجلس الإقليمي للخميسات بالمدينة، وأبرزها 24 محلا تجاريا تم بناؤها بحي الأندلس وتم هدمها في ظروف غامضة، مما أثار مجموعة من الانتقادات والتساؤلات في الأوساط المحلية آنذاك. وأكدت المصادر أن الكتابة العامة للمجلس البلدي أنجزت تقريرا مفصلا حول مشروع دكاكين حي الأندلس، الذي بني فوق قطعة أرضية تابعة للأملاك المخزنية دون استشارة المسؤولين المحليين، وطريق مؤدية إلى السجن المحلي بتيفلت، كانت ستقام وسط الأشجار، بيد أن مصالح البلدية بتيفلت تدخلت وأوقفت الأشغال فيها، باعتبار أن تلك المنطقة تدخل في تصميم تهيئة المدينة الذي تمت المصادقة عليه أخيرا. التقرير المنجز من طرف بلدية تيفلت، حسب نفس المصادر، توصل به نفس القضاة الذين سيعتمدون عليه لإنجاز تقريرهم الأخير، الذي من المحتمل أن يضم توصيات وملاحظات ستجر أسماء وزانة بالإقليم للمساءلة والمحاسبة. وللإشارة، أثار هدم 24 محلا تجاريا بتيفلت جدلا واسعا في الأوساط المحلية، بعدما تساءلت عن الهدف من هدمها وهي التي كانت موجهة لفئة من الباعة المتجولين وبائعي الخضر والفواكه واللحوم والممولة من طرف المجلس الإقليمي للخميسات بمبلغ يفوق 100 مليون سنتيم، تكلف ببنائها المجلس البلدي السابق ولم تتم الاستفادة منها لأزيد من 5 سنوات لتبقى أطلالا ومكانا لرمي الأزبال والنفايات وتجمع بعض «المنحرفين»، حيث اعتبر هدمها يدخل في إطار هدر المال العام، في حين أكد المؤيدون لهدمها أنها أصبحت عبارة عن بناية لا قيمة لها توجد داخل أكبر حي أهل بالسكان، وأن هدم تلك المحلات التجارية، التي أصبحت «نقطة سوداء» بالمدينة، جاء نزولا عند رغبة ومطالب السكان في رسائل وعرائض وتوقيعات توصلت بها رئاسة المجلس، تطالب بهدمها دون التفكير، لأنها أصبحت بالنسبة لهم عبارة عن «كابوس» يومي يؤرقهم ويسبب لأبنائهم الإصابة بالأمراض من جراء تجمع الأزبال والمتلاشيات بها.