انطلقت مساء السبت الماضي في العاصمة الأردنية عمان فعاليات «ليالي السينما المغربية» التي تنظمها مؤسسة عبد الحميد شومان، بالتعاون مع السفارة المغربية وأمانة عمان الكبرى إلى غاية يوم غد الأربعاء. واستهل الفيلم الروائي الطويل «أندرومان : من دم وفحم» لمخرجه عز العرب العلوي عروض الفعاليات, التي تتضمن، أيضا، عرض أفلام «خربوشة» لحميد الزوغي, و»الجامع» لداوود اولاد سيد, و»النهاية» لهشام العسري, و»الوتر الخامس» لسلمى بركاش. ويسرد فيلم الافتتاح, حكاية «أوشن», الرجل الحاد الطباع, الذي ينتمي إلى قبيلة تعيش في منطقة بجبال الأطلس على صناعة الفحم الخشبي عبر أجيال متتالية, وهو ما ينطبق على «أوشن» الذي ورث هذه المهنة من والده ولأنه لم يرزق بولد وخوفا من فقدانه لنصيبه من أراضي القبيلة لجأ إلى تحويل هوية مولودته الأنثى إلى ذكر في غفلة من أفراد القبيلة لمدة 24 عاما, ضمانا لاستمرارية عائلته الذكورية, إلى أن يغير الحب مجرى الأحداث, وينكشف أمره. وقال المخرج المغربي حميد الزوغي, الذي يحضر فعاليات «ليالي السينما المغربية», إن هذه الأخيرة تهدف إلى التعريف بالسينما المغربية عبر العالم العربي, مشيدا بمبادرة مؤسسة عبد الحميد شومان, التي دأبت على هذه العادة بتنظيم أيام سينمائية لدولة ما كل سنة. وذكر الزوغي بأن المؤسسة تنظم دورة للسينما المغربية للمرة الثانية, بعد تلك التي نظمتها سنة 2005 وحضرها عدد من المخرجين المغاربة, كسعد الشرايبي وحسن بن جلون وفوزي بن السعيدي وغيرهم, الذين عرضوا أفلامهم, وفي الوقت نفسه عرفوا بالنشاط السينمائي الذي يشهده المغرب في الوقت الراهن. وبخصوص فيلم «أندرومان», قال الزوغي, الذي يؤدي أحد الأدوار فيه, إن الفيلم من الإنتاجات الجديدة, وحصل على أربع جوائز في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للسينما المغربية بطنجة. وأضاف أن الفيلم صور في ظروف صعبة بمنطقة جبلية وبإمكانيات وصفها ب»الضعيفة والهزيلة جدا», وأن مخرجه عانى الأمرين لإتمام تصويره, مؤكدا أن النجاح الذي حققه الفيلم يشفع لعز العرب العلوي ما تكبده من مشاق لإخراج هذا العمل. وفي ما يتعلق بعمله «خربوشة», الذي عرض أول أمس الأحد, أوضح الزوغي أن العمل، الذي أنتج سنة 2008، يتناول حقبة تاريخية تعود إلى بداية القرن العشرين في المغرب, وبالضبط فترة القائد عيسى بن عمر في منطقة عبدة, وما جرى له مع الزجالة والمغنية حادة الزايدية, التي كانت تلقب ب»خربوشة», مشيرا إلى أن الفيلم سبق له أن فاز بجائزة أحسن ممثلة, في شخص هدى صدقي. يذكر أن الاختيار وقع على هذه الأفلام, لما خلفته من أصداء إيجابية لدى عرضها في مهرجانات عربية ودولية, حيث نالت إعجاب الحضور هناك, كما اختيرت للمشاركة في ملتقيات سينمائية, كنماذج مضيئة, نظمت بمناسبة مرور نصف قرن على مسيرة صناعة الفيلم المغربي.