الحسيمة محمد أحداد يواصل أرباب وسائقو ومستغلو سيارات الأجرة الكبيرة إضرابهم لليوم الخامس على التوالي بعد أن كانوا قد دخلوا في حوار مباشر مع السلطات الإقليمية في وقت سابق دون أن يسفر الحوار عن أية نتائج بسبب ما أسموه «تهرب السلطات من الإيفاء بوعودها». وتسبب الإضراب في شل حركة النقل بين مدينة الحسيمة والبلدات المجاورة. حيث عبر العديد من السكان، في تصريحات متطابقة ل«المساء»، عن امتعاضهم من تداعيات الإضراب الذي استمر طويلا، مؤكدين أنه عطل مصالح المواطنين. ودعا السكان السلطات إلى تنفيذ مطالب المضربين فورا لأن الاستمرار في هذه الوضعية سيؤدي إلى مضاعفات خطيرة. في المقابل ناشد السكان سائقي الطاكسيات ضبط النفس والابتعاد عن الأشكال الاحتجاجية الفوضوية التي تعيق حركة التنقل. ويطالب سائقو الطاكسيات الكبيرة، الذين ينفذون مسيرات احتجاجية بشكل يومي بعد إعلانهم عن قرار الإضراب، بإيجاد حل معقول للعدد الكبير من المأذونيات بالمدينة وإعادة انتشارها وفق معايير متفق بشأنها علاوة على توفير السكن الاجتماعي لأرباب الطاكسيات، كما يطالب السائقون بضرورة استفادتهم من خدمات الضمان الاجتماعي وإيقاف النقل الجماعي للأشخاص بواسطة السيارات الخصوصية، خصوصا على مستوى المراكز الحضرية والقروية والطرق الرئيسية. وفيما تعذر على «المساء» الاتصال بالسلطات المحلية لمعرفة رأيها في الموضوع، هاجم بعض سائقي الطاكسيات السلطات متهمين إياها بالتملص من تنفيذ وعودها المضمنة في محضر الاتفاق الذي وقعوه معها، والقاضي بالتفكير في حل مشكل المأذونيات الكبيرة وتنفيذ بعض المطالب الاجتماعية الأخرى. وكانت الأشكال الاحتجاجية لسائقي الطاكسيات الكبيرة قد اتخذت منحى خطيرا حين اندلعت مواجهات بينهم وبين السكان بسبب إغلاق منافذ المدينة. إلى ذلك، قرر سائقو الطاكسيات الصغيرة بالحسيمة الدخول في إضراب إنذاري يستمر يومين احتجاجا على سوء أوضاعهم الاجتماعية. ويطالب أرباب الطاكسيات الصغيرة بإلزامية استفادتهم من خدمات الضمان الاجتماعي وتحسين وضعيتهم المادية من خلال التخفيض من رسوم كراء المأذونيات التي خلقت مشاكل كبيرة بالمنطقة. إضراب الطاكسيات يضاف إليه قطاع الجماعات المحلية الذي دخل في إضراب بسبب «تردي الأوضاع الاجتماعية لموظفي الجماعات المحلية» وسط غضب عارم واحتجاج السكان بسبب تعطل مصالحهم الإدارية. وقال أحد السكان في تصريح ل«المساء» «لا نفهم ماذا يجري بهذه المدينة، لا طاكسيات لا شواهد إدارية، وأتمنى ألا يضرب أرباب المخابز» مضيفا أنه «على الجميع التفكير في مصلحة المدينة قبل كل شيء والسلطات مطالبة بمراجعة هذا الوضع الشاذ».