رفض عزيز العامري، مدرب المغرب التطواني لكرة القدم، تحميل الحكم مسؤولية هدف التعادل الذي أحرزه المغرب الفاسي في مرمى فريقه، أول أمس الأربعاء، ضمن مؤجل الجولة 22 من البطولة «الاحترافية». ورغم أن الجميع تابع أن الهدف الذي أحرزه الفريق الفاسي لم يكن قانونيا بعد أن ضايق المهاجم حمزة بورزوق الحارس التطواني عزيز الكيناني وحجب عنه الرؤية، إلا أن العامري حافظ على هدوئه وهو يتحدث للصحفيين في الندوة الصحفية التي أعقبت المباراة. لقد قال العامري إنه لن يتكلم عن التحكيم، لأن ذلك ليس من عادته، ثم أضاف:» التحكيم قد يضر مرة الفريق وقد يفيده مرة أخرى، فكما قد يخطئ في حق منافس لنا ونستفيد نحن من الخطأ، فقد يحدث العكس، وهو ما علينا أن نتقبله»، قبل أن يختم بأن «الماص» منافس قوي وصاحب ثلاث كؤوس محلية وقارية والعودة بنقطة من ملعبه أمر جيد». بدت تصريحات العامري مفاجئة، خصوصا أنه كان هناك من ينتظر منه أن يهاجم التحكيم ويحمله مسؤولية هدف التعادل المسجل في مرمى فريقه. يستحق المدرب العامري أن يتلقى الإشادة، لأنه نجح في قيادة فريق تطواني شاب إلى المنافسة على لقب البطولة رغم أنه عندما بدأت المنافسات، لم يكن أي من المتتبعين يرشح هذا الفريق حتى للتواجد في وسط الترتيب، لكن العامري الذي لا يتردد في منح الفرصة للاعبين الشباب تمكن من تكوين فريق قوي، ونجح في المضي قدما في منافسات البطولة. ويستحق العامري الإشادة كذلك ، لأنه لم يحمل مسؤولية التعادل لحكم المباراة، واعتبر أخطاء الحكام جزءا من اللعبة، وهو بذلك يؤكد أنه مدرب محترف، كما يحافظ على تركيز لاعبيه للمباريات المقبلة، دون أن ينشغلوا بأمور هامشية قد تكون لها تداعيات سلبية على الفريق، كما حدث لمجموعة من الفرق. بدت تصريحات العامري مفاجئة، لأنه منذ انطلاق منافسات بطولة هذا الموسم، كلما انهزم فريق في مباراة أو ارتكب حكم خطأ ما، إلا وتعالت احتجاجات المدربين، بين من يتحدث عن مؤامرة تستهدف فريقه، وأن الحكام يخططون لإلحاق الهزيمة به. حدث ذلك عدة مرات، بل إن أقلية فقط من المدربين هي التي لم تهاجم التحكيم ولم تعتبره شماعة تعلق عليها نتائجها السلبية، فعدد من المدربين والمسيرين يوجهون اتهاماتهم دائما لأطراف خارجية، ويتحدثون عن الفضائح والمؤامرات التي تحاك ضد فرقهم، وينسون أن الأخطاء جزء من اللعبة وأن الخطأ الأكبر هو جعل المدرب ولاعبيه سوبرمانات لايقهرون، إلا عن طريق المؤامرات.