أفادت مصادر مطّلعة أن جمارك تطوان تمكنت، مساء أول أمس، من توقيف سيارة ذات دفع رباعي كانت تحمل على متنها 680 كيلوغراما من الحشيش، قرب جماعة الحمراء، على الطريق الوطنية رقم 2، الرابطة بين شفشاون وتطوان. وأضافت المصادر ذاتها أن السيارة التي تم توقيفها كانت تحمل لوحة أرقام تعود إلى مدينة طنجة تبيّنَ، في ما بعد، أنها مزورة. وقد تمت عملية ضبط المخدرات في حاجز في منطقة «عقبة بن موسى»، على بعد 25 كيلومترا من تطوان. وكانت عناصر الجمارك قد أقامت هذا الحاجز بناء على إخبارية تفيد وجود سيارتين مُحمّلتين ببضائع مهربة من مدينة سبتةالمحتلة، وبالتحديد الملابس. وأثناء ذلك، لاحظت عناصر الجمارك في الحاجز المذكور مرور سيارة مشتبه فيها كانت حمولتها فوق القانون المسموح به، مما اضطرهم إلى توقيف سائقها، الذي تخلى عن السيارة قبل أن يلوذ بالفرار. وقد تم خلال هذه العملية حجز كمية من المخدرات تبلغ قيمتها 680 مليون سنتيم، فيما قدرت الجمارك ثمن السيارة ب10 ملايين سنتيم. ووفق ما عاينت «المساء»، فإن المخدرات المحجوزة تتضمن «كبسولات» الحشيش، التي يتم تهريبها عبر المعابر الحدودية داخل الأحشاء. وبعد ذلك بساعات، حجزت المصالح الأمنية في معبر باب سبتة 56 كيلوغراما من المخدرات داخل سيارة كان يقودها شاب مغربي يبلغ من العمر 33 سنة، كان يحاول اجتياز الحدود. وأفادت مصادر أمنية أن حالات تهريب المخدرات بكميات متوسطة أو صغيرة من المغرب إلى إسبانيا، خصوصا عبر النقطة الحدودية باب سبتة، تعود إلى الأزمة الاقتصادية والمالية التي أصبح يعانيها المهاجرون المغاربة أو المواطنون الإسبان على حد سواء. ودقت المصالح الأمنية والجمركية في المغرب ناقوس الخطر من تنامي هذه الظاهرة، فيما كشفت أرقام رسمية صادرة عن قيادة الحرس المدني الإسباني أن عناصرها قامت، في شهر ونصف من بداية السنة الجارية، بتنفيذ 636 عملية اعتقال ضد أشخاص، أغلبهم مغاربة، متورطون في تهريب كميات محدودة من المخدرات في اتجاه إسبانيا عبر معبر باب سبتة أو مليلية أو مطار مدينة طنجة، يدسها عدد من الشبان والشابات في أحشائهم. من جهتها أصدرت المصالح الأمنية في مدينة سبتة بلاغا صحافيا يُنبّه إلى تفاقم هذه الظاهرة، المرتبطة حسبه، بالأزمة الاقتصادية وتداعياتها على المهاجرين المغاربة. «للوضعية الاقتصادية الحالية تأثير كبير على ارتفاع المؤشرات الدالة على نسبة محاولات تهريب المخدرات من المغرب إلى إسبانيا»، يقول بلاغ الأمن في سبتةالمحتلة. وصدر نفس التأكيد عن مديرية الجمارك المغربية، حيث عزا مصدرُنا سبب ارتفاع نسبة اعتقال المواطنين الأجانب، خاصة الإسبان، المتورطين في محاولات تهريب المخدرات من المغرب، إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعرفها الجارة الشمالية». وقد ارتفع بشكل مهول عدد المواطنين الأجانب٬ خاصة الإسبان٬ الذين تم إلقاء القبض عليهم هذه السنة في المعبر الحدودي باب سبتة. «ترتبط هذه الوتيرة٬ أساسا، بالأزمة الاقتصادية القائمة في بعض البلدان الأوربية٬ مما دفع بعض مواطنيها الذين يزورون المغرب إلى اللجوء إلى تهريب المخدرات٬ خاصة الشيرا»، يقول المصدر الجمركي، مضيفا أنه «بفضل تعبئة الجمركيين ورجال الأمن على مستوى نقطة العبور تلك٬ فقد تم إجهاض العديد من محاولات تهريب المخدرات».