«أجهز» شاب قدّم، من خلال التحريات الأولية على أنه يعاني من «اضطرابات نفسية»، زوال يوم أول أمس الاثنين، بحي الملاح بفاس، على مغربي يهودي، يبلغ من العمر حوالي 70 سنة، بمطرقة حديدية. ولفظ المغربي اليهودي أنفاسه الأخيرة، في طريقه نحو المستشفى الجامعي الحسن الثاني، وقالت المصادر إن الضربة التي أصابته في الرأس كانت غائرة، ولا زالت عناصر الشرطة، إلى حدود زوال يوم أمس، تبحث عن المتهم بارتكاب الجريمة، الذي لاذ بالفرار. وعاش ما تبقى من المغاربة اليهود في المدينة أجواء حزن وهم يتلقون نبأ الجريمة. وتعود أسباب الجريمة، حسب مصادر مسؤولة في ولاية جهة فاس، إلى خلاف نشب بين الشاب «سعد.س»، وهو في الثلاثين من العمر، وبين المغربي اليهودي بنيامين سيريرو، حول تحصيل الكراء من عائلة هذا الشاب. ويرجح، حسب التحريات الأولية، أن تكون عائلة الشاب قد اتهمت من قبل محصل أكرية أملاك عدد من أفراد «الجالية اليهودية» في ملاح فاس، ب«التأخر» في تسديد «فواتير» الكراء، ما أغضب هذا الشاب الذي سارع بعد «سوء التفاهم» إلى الحصول على مطرقة حديدية من منزل العائلة، والنزول إلى أزقة الملاح بحثا عن «غريمه» الذي وجه إليه ضربة في الرأس أردته قتيلا قبل أن يصل إلى المستشفى. وأشارت المصادر إلى أن أطباء المستشفى عاينوا وفاته بمجرد وصوله إلى قسم المستعجلات. ورجحت المصادر أن الشاب المتهم بارتكاب هذه الجريمة يعاني من «اضطرابات نفسية». وذكرت بأن التحريات التي تم القيام بها توحي بأن هذا الشاب يعاني من نوبات نفسية، وقد وضعت عائلته رهن إشارته بيتا منعزلا في المنزل الذي تقطن به، دون أن تتمكن من إحالته على خدمات طبيب نفسي بسبب أوضاعها الاجتماعية الهشة، تضيف المصادر التي أوردت أن الكشف عن التفاصيل الكاملة للجريمة مرتبط بإلقاء القبض على المتهم بارتكابها. ويعد ملاح فاس من أبرز «القلاع» التاريخية لليهود المغاربة. وعاشت المدينة، منذ بداية الاستقلال، هجرات متتالية لقاطنيه، في اتجاه دول أوربا وأمريكا وإسرائيل. ولم يبق من العائلات اليهودية بفاس سوى أعداد قليلة. لكن عددا من يهود ملاح فاس، خلافا ليهود باقي مناطق المغرب، فضلوا عدم بيع أملاكهم، وحولوها، في المقابل، إلى محلات للكراء، وتولى اليهودي سيريرو، الذي يعتبر من اليهود القلائل الذين قرروا عدم المغادرة، تحصيل الأكرية، قبل أن يتم «الإجهاز» عليه بمطرقة حديدية من قبل شاب لاذ بالفرار. وعمدت السلطات المحلية إلى إصدار بلاغ رسمي حول الجريمة للتأكيد على أن القتل كان بسبب شجار على إثر خلاف بين الطرفين.