عاشت بعثة الرجاء البيضاوي العائدة من غانا، حالة من الرعب في الرحلة الجوية التي ربطت مدينة سونياني في الوسط الغربي لغانا، بالعاصمة الغانية أكرا، في أعقاب الهزيمة المذلة للفريق البيضاوي أمام مضيفه بشلسي بيريكوم بخماسية، في الدور الإقصائي الأول من منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية. وعجزت الطائرة الصغيرة التي نقلت بعثة الرجاء البيضاوي من مطار سونيامي عن النزول بسلام في مطار أكرا الدولي، بعد أن ساد ضباب كثيف مدرج الرحلات الداخلية، واضطر الربان إلى تكرار محاولة النزول مرة أخرى دون جدوى، مما جعل الرعب يسود الطائرة، حيث ظل الربان ومساعده يطلبان من الوفد المغربي الوحيد داخل الطائرة التزام الهدوء، بعد أن ساد جو من الهلع بين اللاعبين والمؤطرين وبدأ الجميع يقرأ الفاتحة سرا وعلانية. وأمام سوء الأحوال الجوية اضطرت الطائرة إلى الهبوط في مطار مدينة تاكو رادي، الذي يبعد عن العاصمة الغانية بحوالي 230 كيلومتر، واضطر وفد الرجاء المثقل بالحصة المستفزة وبرعب الطائرة، إلى ركوب حافلة أقلته إلى أكرا، حيث قطعت المسافة في ثلاث ساعات، وسط أجواء مناخية ممطرة وعاصفية. وفضل المدير الإداري للفريق سعيد بوزرواطة قطع المسافة الرابطة بين سونيامي وأكرا، على متن سيارة تم استئجارها، بعد أن رفض ربان الطائرة الخفيفة حمل الأمتعة المنتعلقة بالفريق، بدعوى عدم قدرة الطائرة على تحمل وزن زائد، حينها قرر المدير الإداري أن يرحل برا إلى أكرا حاملا معه الأمتعة، قاطعا مسافة 450 كيلومتر في أجواء مناخية صعبة، ورافق بوزرواطة في «مغامرته» داخل الأدغال اللاعبان ربيع هوبري وادريس بلعمري، بعد أن انتابهما رعب من الطائرة الخفيفة، ويبدو أن اللاعبين يعانيان من «فوبيا الطائرات». وقضى وفد الرجاء ساعات في أحد فنادق العاصمة أكرا، قبل الإقلاع صوب الدارالبيضاء في حدود الساعة السادسة من صباح يوم أمس الإثنين، لتصل البعثة إلى مطار محمد الخامس في حدود العاشرة صباحا، على متن رحلة للخطوط الجوية الملكية. وقال جواد الأمين رئيس الوفد، في تعليقه على الاضطراب الذي عرفته رحلة الرجاء البيضاوي إلى غانا، إن «الأحوال الجوية هي التي سببت في تغيير وجهة الطائرة خلال رحلة العودة من سونياني، وأن عناصر الفريق اضطرت إلى مغادرة الملعب مباشرة بعد انتهاء المباراة دون استحمام لأن الرحلات الجوية الداخلية لا تبرمج بعد الساعة السادسة لعدم توفر أضواء كاشفة في مجموعة من المطارات الغانية».