ألقت هزيمة فريق الرجاء البيضاوي بظلالها على منافسات الجولة 22 من البطولة «الاحترافية» لكرة القدم، ودفعت الطريقة التي أدار بها الحكم خالد النوني المباراة إلى زرع بذور الشك والريبة، كما أن تصريحات مسؤولي الرجاء بكونهم كانوا على علم بما كان يطبخ في حق الفريق، جاءت بدورها لتخلط الأوراق. بداية يجب الاعتراف بأن فريق الرجاء لم يقدم ما يشفع له بتحقيق الفوز، فقد قدم واحدة من أسوأ مبارياته منذ تعاقده مع المدرب الفرنسي بيرتران مارشان، وأن أولمبيك أسفي المستضيف ظهر بوجه أفضل منه واستحق بالتالي تحقيق الفوز، لكن هذا لا يمنع من القول أن الحكم النوني لم يكن عادلا في كثير من قراراته، بل إنه ساهم في خروج المباراة عن النص، فعدد من قراراته أثارت الشك والارتياب، ودفعت كثيرين إلى وضع الكثير من علامات الاستفهام، بل إن «هروب» المباراة من بين يديه في الكثير من لحظاتها واتهامه من طرف المهاجم ياسين الصالحي ب»الارتشاء»، دون أن يحرك ساكنا، كلها عوامل تؤكد أن الحكم فقد السيطرة على المباراة، وأنه لم يكن في مستواها. إذا كان الظلم التحكيمي الذي تعرض له فريق الرجاء واضح، إلا أن الملاحظ أن مسؤولي الفريق «الأخضر» وجدوا ضالتهم في اتهام الحكم وفي اعتباره السبب الرئيسي للهزيمة، دون أن يناقش مسؤولو الفريق الأداء الذي ظهر به الفريق، والذي كان أشبه بنغمة نشاز، لذلك على مسؤولي الرجاء أن يحملوا المسؤولية أيضا للطاقم التقني وللاعبين، فكم من فريق تعرض لظلم تحكيمي أكبر مما تعرضه له الرجاء، لكن لاعبيه حافظوا على هدوئهم ونجحوا في الخروج من «نفق» المباراة بل وانتزاع الفوز( مباراة الرجاء والترجي في نهائي عصبة الأبطال 1999 بتونس). من حق مسؤولي الرجاء أن يحتجوا على الحكم وعلى أدائه، لكن أن يعتقدوا أن المسؤول عن الهزيمة هو الحكم، فهذا خطأ كبير. بالنسبة للتحكيم لقد حان الوقت لتشرف عليه لجنة مستقلة تضم في عضويتها حكاما سابقين، فليس مقبولا أن تكون لدى رئيس اللجنة المركزية للتحكيم قبعة عضو جامعي، وهي الحالة التي تنطبق اليوم على أحمد غيبي رئيس المكتب المديري لأولمبيك أسفي، فحتى لو فرضنا أنه لم تكن له يد في ما حصل للرجاء، فإن الاتهامات ستطارده دائما، لأنه مسؤول داخل فريق ينافس في البطولة، فلو كان رئيس اللجنة المركزية للتحكيم، مستقلا ويقود البطولة حكام محترفون، لما رمى الشك بظلاله القاتمة على المباريات، ولما تحدث المسؤولون بلغة المؤامرة. ختاما، مسؤولو الرجاء قالوا إنهم كانوا على علم بما يطبخ في حق الفريق. السؤال: لما لم ينتفضوا قبل المباراة ويكشفوا ما يتوفرون عليه من حجج وأدلة لكي يحرقوا الطبخة.