اعتصم عدد من عمال منجم الذهب «أقا كولدن»، المتواجد بجماعة «أفلا إغير» في إقليمتزنيت، حيث احتلوا البئر الشمالية ومكان تفريغ الحجارة المعدنية المخصصة لمعمل المعالجة، احتجاجا على ما أسموه «تماطل الإدارة في تنفيذ الاتفاقات المبرمة وعدم احترامها عددا من الالتزامات التي قطعتها على نفسها تجاه العمال». وفي هذا السياق، طالب المحتجون، المنضوون تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، بتسريع وتيرة أداء 10 في المائة من الأجور وضمان حرية ممارسة العمل النقابي وعدم إعمال منطق المحاباة بين النقابات وتفضيل التعامل مع نقابة معينة ينتمي إليها مسؤولون في المنجم. كما طالبوا بتوفير السبورة النقابية داخل المعمل تسمح للعمال بالاطّلاع على المستجدات النقابية والمهنية وشددوا على ضرورة الزيادة في منحة الكراء. وقد أدى اعتصام العمال داخل المنجم إلى استنفار في صفوف السلطات الإقليمية والأمنية، خاصة بعد دخول عائلات المحتجين على الخط وتهديدهم بتنفيذ اعتصام مفتوح أمام إدارة المنجم، في الوقت الذي يحتج مُعِيلوهم داخله. وعلمت «المساء» أن الأجواء المتوترة في المعمل أرغمت عمالة الإقليم على التدخل المباشر، كما أرغمت الإدارة المكلفة بتسيير المنجم على فتح قناة للحوار مع المحتجين، في انتظار عقد لقاء في عمالة الإقليم بين كافة الأطراف المعنية لمعالجة المشاكل المطروحة وإزالة أسباب الاحتقان داخل أكبر منجم في جهة سوس ماسة درعة. إلى ذلك، علمت «المساء» أن إدارة منجم الذهب راسلت الكاتب العام للاتحاد المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل في أكادير مطالبة إياه بالتدخل لدى عمال المنجم بُغية نزع فتيل الشنآن ومحاولة إيجاد حلول ملائمة للمشاكل العالقة. كما أكدت إدارة المنجم في الرسالة ذاتها التي حصلت «المساء» على نسخة منها، أن «منع باقي العمال من الولوج إلى أماكن عملهم تسبب في عراكات بينهم»، مضيفة أنه «لولا تدخل السلطات المحلية لوقع ما لا تحمد عقباه»، مشيرة إلى أن «الإضراب عن العمل حق مشروع في إطاره القانوني، مع احترام حق الآخرين في الشغل»، ومؤكدة أن «هذه التصرفات تضر بروح المسؤولية وبمستقبل الشراكة التي نحاول بناءها منذ السنة الماضية».