وضعت طفلة قاصر متزوجة (تبلغ من العمر 16 سنة)، يوم السبت الماضي، حدا لحياتها احتجاجا على تزويجها من مغتصبها، الذي يكبرها بأزيد من 10 سنوات، وذلك عن طريق تناول مادة سامة داخل منزل عائلة زوجها الكائن بحومة الشرفاء في جماعة الساحل القريبة من العرائش. وكانت عائلة الطفلة القاصر، المسماة قيد حياتها «أمينة.ف»، قد تقدمت، مطلع السنة الماضية، بشكاية إلى الوكيل العام للملك بطنجة تتهم فيها المسمى «مصطفى.ف» باغتصاب ابنتها القاصر، التي لم يكن عمرها عندئذ يتجاوز 15 سنة. وبعد وساطة قام بها بعض معارف الأسرتين، تم التوصل إلى حل يقضي بتزويج الطفلة القاصر من مغتصبها «مصطفى.ف»، وذلك بموافقة قاضي الأسرة الذي أجاز زواج القاصر لدرء الضرر. ولم تكن هذه الزيجة لتضع حدا لمأساة الطفلة «أمينة.ف»، التي وجدت نفسها، من جهة، مرفوضة من طرف أسرة زوجها، ومن جهة أخرى، غير مرحب بها حتى من قبل والدها، المتزوج من زوجتين، والذي ظل يرفض استقبالها في بيته، يؤكد ل«المساء» أحد معارف الأسرتين. ودخلت «أمينة.ف»، يوم انتحارها، في خلاف حاد مع زوجها، جعلها تقدم، حوالي الساعة الرابعة بعد زوال يوم السبت، على تناول مادة سامة (سم الفئران). وبعد استشعار زوجها خطورة حالتها، قام باصطحابها إلى بيت والدها بدوار القريمدة، الذي يبعد بحوالي كيلومترين عن مكان إقامتهما، حيث سقطت مغمى عليها في الطريق العام. وصرحت «أمينة.ف» للشرطة، قبيل وفاتها في مستشفى للا مريم بالعرائش، بأن زوجها ظل يضربها في الطريق إلى بيت والدها إلى أن أغمي عليها. وقد أمر وكيل الملك بالعرائش بإجراء تشريح لجثة الطفلة المنتحرة والاستماع إلى كل من له علاقة بها. وأكد «لحسن.ف»، والد الطفلة المنتحرة، ل«المساء» أن ابنته «كانت تلاقي معاملة سيئة من طرف عائلة زوجها العاطل عن العمل»، مضيفا أنها «قالت لأمها، لحظات قبل وفاتها، إن زوجها لم يتوقف عن ضربها في الطريق الفاصل بين بيت الزوجية وبيت عائلتنا». ونفى والد الطفلة المنتحرة أن يكون رفض استقبال ابنته داخل منزله وقال: «كلها إشاعات يسعون من خلالها إلى تشويه سمعتي».