شب حريق ضخم، زوال أول أمس الأربعاء، بحي صفيحي بطنجة، أدى إلى احتراق 12 منزلا صفيحيا بشكل كلي، وحوالي 25 مسكنا بشكل جزئي، كما تسبب في تسع حالات اختناق. واندلعت النيران في الحي الصفيحي «حومة القصاص» الواقعة بمنطقة مسنانة، في الساعة الثانية عشرة والنصف زوالا، وأرجعت السلطات سبب الحريق إلى انفجار قنينة غاز من الحجم الصغير، غير أن سكان المنطقة قالوا إن قنينة غاز ثانية انفجرت بسبب انتقال الحريق إلى المساكن الصفيحية المجاورة، كما سهل الأثاث الخشبي سرعة انتشار النيران إلى العشرات من دور الصفيح، إذ استوت 12 منها بالأرض. وساهم شبان من الحي الصفيحي والأحياء المجاورة، إلى حد كبير، في منع النيران من الانتشار أكثر، غير أن ذلك لم يحل دون تجنب الأضرار المادية الجسيمة التي خلفها الحريق، إذ إن 12 أسرة وجدت نفسها في العراء بعدما فقدت كل ما تملك، وإلى جانب حالات الاختناق التي تعرض لها بالأساس شبان ساهموا في عمليات الإنقاذ، والذين نقلوا إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس، تم تسجيل حوالي 15 حالة إغماء في صفوف النساء اللواتي فقدن كل ممتلكاتهن. ويضم الحي الصفيحي حوالي 700 منزل قصديري، ويقول ممثلون عن سكان الحي إن 190 أسرة وُعدت، قبل حوالي سنة ونصف، من لدن السلطات المحلية بأن تُمنح بقعا أرضية مقابل رحيلها عن مساكنها، وهو الوعد الذي لم يتم الوفاء به لحد الساعة. وذكر عدد من السكان أن ممثلي ولاية جهة طنجة تطوان، الذين حضروا إلى مكان الحادث، اقترحوا على المتضررين منحهم البقع الأرضية الموعودة عاجلا كتعويض، لكن احتجاجات من طرف سكان آخرين مطالبين بوفاء السلطات بوعدها لجميع السكان، جعل ممثلي الولاية يتراجعون عن مقترحهم وعرضوا على المتضررين مبلغ 1000 درهم كتعويض عن خسائرهم، الأمر الذي أثار حنق واستهجان المتضررين، مما دفع الكاتب العام لولاية طنجة إلى عقد اجتماع معهم بمقر الولاية. وتشهد الأحياء الصفيحية بمنطقة مسنانة، على غرار أحياء صفيحية أخرى بمدينة طنجة، عمليات «سمسرة» في المنازل القصديرية، بغرض الحصول على نسب من التعويضات التي تمنحها الوزارة الوصية في إطار حملة «مدن بدون صفيح»، إذ إن شبكات منظمة تقوم باستقدام أسر من قرى نائية ومن مدن بعيدة وتمنحها سكنا صفيحيا مقابل اقتسام التعويضات المنتظرة، في غفلة من ممثلي السلطة.