لقيت سيدة في الستين من عمرها حتفها عندما كانت الجرافات تهدم منزلها، في حدود الساعة السادسة من صباح أمس الثلاثاء في مدينة القصر الكبير. وقد بدأت فطوم البخاري، المزدادة سنة 1943، تبكي وتترجى القوات العمومية، التي كانت تشرف على عملية الهدم، إلى أن أغمي عليها وسقطت أرضا. وخلّف عدم السماح لأقارب الضحية ولا للجيران بإسعافها استياء كبيرا وسط الساكنة، حيث كانت القوات العمومية تمنع بقوة كل من حاول الاقتراب منها، وعندما حضرت سيارة الإسعاف -بعد أزيد ساعة من سقوطها أرضاً- كانت قد توفيت. وكان أزيد من 300 عنصر من القوات العمومية و30 شاحنة وثلاث جرافات قد حلت، صباح يوم السبت الماضي، بمنطقة «أولاد حميد» في مدينة القصر الكبير، لهدم البناء العشوائي، حيث تم هم 14 منزلا في منطقة «حمرية» و7 منازل في «أرض الصنهاجي»، حوالي السادسة صباحا. وعندما اقتربت الجرافات من منزل الضحية فطوم البخاري، المتكون من طابقين، بدأت تتوسل إلى المسؤولين بالتوقف عن هدم بيتها، الأمر الذي لم يلاقِ استجابة، لتدخل المعنية في حالة صراخ «هستيري» انتهت بوفاتها بسكتة قلبية. وقد حضرت الجمعيات الحقوقية في المدينة إلى مكان سقوط الضحية، التي تم نقلها إلى المستشفى المدني في القصر الكبير. وطالب منتدى حقوق الإنسان في شمال المغرب بإجراء تشريح للضحية، لمعرفة الأسباب الحقيقية لوفاتها. وشدّد أسامة بنمسعود، عضو «المنتدى»، على «ضرورة محاكمة رجال السلطة»، من قائد وأعوان سلطة، الذين «ظلوا يغُضّون النظر عن البناء العشوائي»، مضيفا أنه ليس من المعقول أن تُقْدم السلطات الإقليمية على هدم منازل مشكَّلة من أزيد من طابق واحد، وهي التي تسامحت في بنائها. وقد تم إصدار أوامر بإيقاف عملية الهدم في منطقة حمرية بعد علم السلطات بوفاة فطوم البخاري، حيث شوهدت الآليات تتجه إلى وسط مدينة القصر الكبير. وكانت مواجهات قد نشبت بين رجال القوات العمومية وبين ساكنة «بلاد الشية» و»سيدي الكامل» في أواخر شهر يناير المنصرم، بعد هدم منازل عشوائية هناك.