قال بكر الهيلالي، اللاعب السابق في صفوف أولمبيك خريبكة، والوداد الرياضي حاليا، إنه فوجئ بدعوته من طرف المدرب البلجيكي إيريك غيريتس، للمشاركة في المباراة الودية ضد بوركينا فاسو، مشيرا في السياق ذاته، إلى أنه كان يعرف جيدا أنه بمقدوره، تقديم الإضافة للمنتخب المغربي. وأكد الهيلالي، في حوار خص به «المساء»، عقب نهاية مباراة المنتخب المغربي ونظيره البوركينابي الودية، أن اللاعب المحلي، بإمكانه أن يقدم مردودا طيبا مع المنتخب المغربي، وهو ما لمسه من خلال إشادة وتنويه غيريتس بعطائه في المباراة. - كيف تلقيت دعوة الناخب الوطني غيريتس؟ بالرغم من أنني سعدت وسررت كثيرا بدعوة الناخب الوطني إيريك غيريتس، لتعزيز صفوف الفريق الوطني، خلال المباراة الودية التي جمعتنا ببوركينا فاصو، فلقد سبق لي وأن حملت صفة لاعب دولي، كما أنني كنت دائما واثقا من أنه بإمكاني أن أظهر بوجه مشرف رفقة المنتخب المغربي، بالنظر لثقتي في مؤهلاتي، وإيماني الراسخ، بأن لاعب كرة القدم، قادر على تطوير مؤهلاته بالعمل والانضباط، والاستفادة من الأخطاء السابقة. ولا وجود للاعب في العالم بأسره، لا يسعد بالانضمام لمنتخب بلاده، لأنه شرف أولا بتمثيل البلاد في المحافل القارية والدولية، ولأنه محطة ضرورية في سبيل تطوير المسار الكروي للاعب، والانتقال لعالم الاحتراف. لذلك فأنا أشكر الله وأحمده على هذه المشاركة مع المنتخب، وأتمنى ألا تكون الأولى والأخيرة، لأنني واثق تماما أنه كلما أتيحت لي الفرصة للعب مع الفريق الوطني، سأكون في مستوى تطلعات الجمهور المغربي، الذي أشكره على المساندة التي حظيت بها سواء بالملعب بمدينة مراكش، أو بمدينة الدارالبيضاء من طرف جمهور فريق الوداد. - بمجرد دخولك للملعب انسجمت سريعا مع الأجواء وكأنك راكمت مباريات كثيرة مع المنتخب، ما السر في ذلك؟ السؤال ذاته طرح علي خلال مشاركتي في الديربي البيضاوي بين الرجاء والوداد، بعد يومين فقط من توقيع عقد انضمامي للوداد، وأصدقك القول، إنني أمارس على نفسي ضغطا مسبقا، وأدخل في تركيز عميق من الحوار الداخلي، حيث أقنع نفسي، بأنني أتوفر على نفس إمكانيات باقي اللاعبين، وهو ما يسمح لي بالثقة في النفس، وتجاوز الأفكار السلبية، التي أدخل للملعب، وقد تخلصت منها تماما. هذا المبدأ هو الذي يجعلني أدخل بعض التجارب المحفوفة بالمخاطر، وأنا في كامل توازني النفسي. لأن الثقة في النفس هي المفتاح الأول للنجاح، وهو ما مكنني دائما من تغليب رقعة الملعب على المؤثرات الخارجية التي من شأنها التأثير على مردودي. - كيف كانت الأجواء بين اللاعبين الجدد والقدامى داخل المنتخب، قبل انطلاق المباراة؟ هذا ما كنت أود الحديث عنه، قبل سؤالك هذا، لقد حظيت بدعم وتشجيع كبيرين من طرف اللاعبين القدامى في المنتخب، مثلي في ذلك مثل باقي اللاعبين الجدد. وهنا أقدم شكرا جزيلا للحارس الدولي نادر لمياغري، وهو إنسان نادر فعلا، حيث لم يتوقف عن تقديم النصائح لي، منذ استدعائي للمنتخب المغربي، وظل يردد على مسامعي لازمة واحدة: « العب الكرة اديالك اللي كتلعب بشكل عادي». كان يدرك جيدا صعوبة البداية وحساسية المرحلة التي يمر منها المنتخب المغربي، خصوصا الغضب الكبير للجماهير المغربية، بعد نكسة الغابون، حيث كان التأثر باديا على اللاعبين، الذين ظلوا يرددون فيما بينهم، الأسف على عدم إسعاد المغاربة، خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة. وفي اعتقادي الشخصي أن مباراة بوركينا فاصو جاءت في وقت جيد جيدا، حيث بدأت تذوب آثار إخفاق الغابون، وأيضا غضب الجمهور، الذي صفق على اللاعبين خلال بعض فترات المباراة. - هل تعتقد أن حملك للقميص الوطني في هذه الظرفية إيجابي أم سلبي؟ إن الالتحاق بالمنتخب المغربي في هذه المرحلة سلاح ذو حدين، قد يكون إيجابيا وقد يكون سلبيا في ذات الوقت. لكن الشيء الأكيد هو أن المشاركة جاءت في وقت تعالت فيه الأصوات، بضرورة منح الفرصة للاعبي البطولة الوطنية، التي تتوفر على لاعبين مميزين قادرين على منح الإضافة للمنتخب المغربي، وهو ما يبدو أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، والمدرب إيريك غيريتس، اقتنعا به جيدا، وهو ما من شأنه أن يساهم في الرقي بالمنتوج الكروي لبطولتنا المحلية، عبر تحفيز ودفع اللاعبين المحليين إلى البذل والاجتهاد من أجل الوصول للمنتخب المغربي لكرة القدم، وهو مطمح مشروع للاعب المحلي. لذلك أعتقد أن المشاركة الإيجابية لمجموعة من لاعبي البطولة المغربية، جاء لصالحنا بكل المقاييس، خصوصا مع المردودية الطيبة التي قدمناها خلال أول ظهور لنا مع المنتخب. - كيف كان رد فعل غيريتس بعد نهاية المباراة؟ لقد كانت علامات التأثر والحسرة بادية على محياه، وكأن لسان حاله يقول: «هل هذا هو ملعب مراكش الذي احتضن احتفالات الجماهير المغربية»، ولكن في الوقت نفسه كان يفكر في المستقبل، ويحرص على دعم اللاعبين نفسيا، لتجاوز هذه المرحلة بأقصى سرعة. شخصيا سعدت بالتنويه الذي خصني به المدرب غيريتس عقب نهاية المباراة، على العطاء الذي قدمته مع أول مشاركة لي مع المنتخب المغربي. وبكل صراحة فالمدرب غيريتس ذو شخصية متميزة وقوية، حريص جدا على الرفع من معنويات جميع اللاعبين، ومعاملتهم معاملة متميزة. لذلك كانت عبارات الثناء التي أصدرها في حقي، حافزا كبيرا لي على المضاعفة من العمل والاجتهاد، في أفق الظهور بوجه أحسن في المباريات القادمة، خصوصا مع فريقي الوداد البيضاوي، لأن أعين غيريتس ومساعده كوبرلي ستظل مسلطة علي بحدة منذ الآن فصاعدا. - ماذا عن المركز الذي شغلته داخل الفريق الوطني؟ بالرغم من أنني أشغل أحيانا مركز مدافع أيمن، فريقي الحالي الوداد الرياضي، فإنني أجد نفسي دائما في وسط الميدان، حيث يكون بمقدوري تقديم الإضافة للهجوم. أعتقد أن المدرب غيريتس قرأ جيدا قدراتي الهجومية، وفي ذات الوقت سرعتي في العودة لمساندة خط الدفاع، وهذه هي متطلبات ومواصفات الكرة العصرية، التي تتطلب المشاركة في الهجوم والعودة لمساندة خط الدفاع. أعتقد أن غيريتس حرص على توظيفي التوظيف الأمثل في هذه المباراة. وهو ما أتمنى أن أقوم به داخل الوداد البيضاوي، حتى أستطيع رد الجميل للجمهور الودادي، ومساعدة زملائي على تحقيق نتائج إيجابية للوداد.