تسبب كوخ عشوائي مبني داخل مؤسسة تعليمية تابعة لنيابة إنزكان آيت ملول، في توتير الأجواء التربوية داخل المؤسسة التعليمية، بعد تهديد أمن العاملين فيها من قبل أسرة تقطن داخل أسوار المؤسسة في ظروف وصفتها المصادر ب«الغامضة»، والتي اعتدت على بعض أساتذة المؤسسة الذين تسلم اثنان منهم شواهد طبية تثبت العجز الطبي في أزيد من عشرين يوما لكل واحد منهما. وحسب مصادر من الأساتذة المحتجين، فإن تأخر المسؤولين في إيجاد حل جذري للمشاكل العالقة بين الطرفين، وتستر إدارة النيابة على هذا الوضع وعدم تطبيق مسطرة الإفراغ في حق الأسرة المذكورة، أشعل فتيل الأزمة بمدرسة الزيتون، فقرر الأساتذة على إثرها الدخول، منذ صباح الفاتح من مارس الجاري، في إضراب مفتوح عن العمل إلى حين معالجة الإشكال وإعادة الأمن المفقود بالمؤسسة. وأضاف المحتجون أن الخطوة التصعيدية التي أعلنوا الدخول فيها بمؤازرة الآباء والنقابات التعليمية، جاءت بعد وصول الأوضاع داخل المؤسسة إلى «حد لا يطاق»، بعد أن نبهوا السلطات المحلية والتربوية إلى ضرورة التدخل الحازم لإرجاع الأمور إلى نصابها، مضيفين أن بوادر التوتر ظهرت منذ بداية السنة الجارية بعد أن رفعت الأسرة دعوى قضائية ضد أستاذ مكلف بالبريد، حمَّلته مسؤولية عدم اجتياز ابنتها إحدى المباريات التي استدعيت لها إبان فترة العطلة الصيفية، لكن خسارتها للقضية بإعلان براءة الأستاذ من تهمة إخفاء الاستدعاء، أثار حفيظة الأسرة وتسبّب في وصول العلاقة بين الطرفين إلى الباب المسدود، كما تعقدت أكثر بدخول الآباء والأمهات على الخط، ومشاركتهم في الوقفات الاحتجاجية التي نظمت بالمؤسسة تضامنا مع الأساتذة، فضلا عن مشاركتهم في اعتصام أمام المؤسسة وتهديدهم بالتصعيد أكثر في حال استمرار التوتر بالمؤسسة. وفي السياق ذاته، هدد أساتذة مدرسة الزيتون بخوض صيغ نضالية نوعية، في حال عدم تدخل كل الجهات المعنية لوضع حد لمعاناتهم وتوفير الأمن وشروط العمل بالمؤسسة، وقالوا إنهم «يعانون من مشاكل عديدة، من قبيل إهانة وتهديد أمن هيئة الإدارة والتدريس بالمؤسسة»، كما يعانون من وجود كوخ وصفوه ب«العشوائي» لأسرة لا علاقة لها بالمؤسسة، مع ما يسببه من عرقلة للسير العادي للمؤسسة، فضلا عن تصرفات مسيئة ومهينة للعاملين بالمؤسسة والتلاميذ من طرف ساكنيه، وتهديد وإهانة الطاقم الإداري والتربوي، ومنع المنظفة من القيام بعملها وتهديدها في حياتها وكرامتها، وإطلاق كلب شرس يهدد سلامة الموجودين بالمؤسسة. وأضاف المحتجون، في بيان توصلت «المساء» بنسخة منه، أن المؤسسة معرضة للنهب والسرقة والمس بحرمتها خارج أوقات العمل، على اعتبار أن مفاتيحها بيد محتليها، وقد سبق لإدارة المؤسسة أن تعرضت فيما سبق للسرقة وإتلاف محتوياتها وتمزيق وثائقها بعد فتح بابها بعنف رغم وجود الأسرة المذكورة، وفي كثير من الأحيان تعمد الأسرة إلى عدم فتح أبواب المؤسسة في وجه الأساتذة والتلاميذ إلا بعد الثامنة صباحا، علما أن أبواب المؤسسة يجب أن تفتح ربع ساعة قبل موعد الدخول.