رضى زروق حصد الفيلم الفرنسي الرومانسي الصامت «الفنان» أكبر عدد من الجوائز في حفل توزيع جوائز الأوسكار الرابع والثمانين، الذي أقيم ليلة الأحد/الاثنين في لوس أنجلس بالولايات المتحدةالأمريكية. وواصل الفيلم الفرنسي، المصور بالأبيض والأسود، سلسلة نجاحاته، التي دشنها بتتويج في مهرجان كان السينمائي العام الماضي، وبحيازة 3 جوائز «غولدن غلوب» و 6 جوائز «سيزار». «الفنان» أدخل فرنسا تاريخ جوائز الأوسكار، إذ لم يسبق لأي شريط طويل غير ناطق بالإنجليزية أن فاز بالجائزة، وبات بذلك أول فيلم فرنسي يحصد هذا العدد من الجوائز، كما أصبح ثاني فيلم صامت يفوز ب»الأوسكار» بعد الفيلم الأمريكي «الأجنحة» (1927)، الذي حصل على جائزة أفضل فيلم في 1929، إبان الحرب العالمية الأولى، علما أن الممثل جون دوجاردان أصبح أول فرنسي يحصل على جائزة «أوسكار» لأفضل ممثل. جوائز «الأوسكار» الخمس التي ربحها «الفنان»، الذي تصدر إيرادات السينما في أمريكا الشمالية وفرنسا تتعلق ب «أفضل فيلم» و»أفضل ممثل» لنجمه الفرنسي جان دوجاردان، و»أفضل مخرج» لميشيل هازانافيكيوس، و»أفضل تصميم أزياء» و»أفضل تسجيل أصلي». وتعادل «الفنان»، من حيث كم الجوائز وليس من حيث أهميتها، مع الفيلم الأمريكي ثلاثي الأبعاد الموجه إلى الأطفال، «هيوغو»، لمخرجه الكبير مارتن سكورسيزي، الذي حصد 5 جوائز تقنية هي: «أفضل تصوير سينمائي» و»أفضل إخراج فني» و»أفصل تأثيرات بصرية» و»أفضل صوت» و»أفضل مزج أصوات». فيلم «انفصال» الإيراني، لمخرجه أصغر فرهادي، فاز بجائزة «أفضل فيلم أجنبي» متفوقا على أفلام أخرى من إسرائيل وبلجيكا وبولندا وكندا تنافست في نفس الفئة، فيما حصل فيلم «رانغو» على جائزة «أفضل فيلم رسوم متحركة». وتسلمت النجمة ميريل ستريب جائزة «أفضل ممثلة» عن دورها في فيلم «المرأة الحديدية»، الذي جسدت فيه شخصية رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، مارغاريت تاتشر، وهي جائزة الأوسكار الثالثة التي تفوز بها خلال حياتها الفنية، كما فاز هذا الفيلم بجائزة «أفضل ماكياج». وكان الممثل الكندي كريستوفر بلامر أكبر ممثل في تاريخ الأوسكار ينال جائزة، إذ حصل على جائزة «أفضل ممثل ثانوي» عن دوره في فيلم «المبتدؤون» عن عمر 82 سنة. كما فازت الممثلة أوكتافيا سبنسر بجائزة «أفضل ممثلة ثانوية» عن دورها في فيلم «المساعدة». وفاز فيلم «لا يهزم» بجائزة «أفضل فيلم وثائقي قصير»، فيما فازت أغنية «رجل أو دمية» من فيلم «الدمية المتحركة» بجائزة «أفضل موسيقى»، وفيلم «السلالة» بجائزة «أفضل سيناريو مقتبس»، و»منتصف الليل في باريس» بجائزة «أفضل سيناريو أصلي»، و»الفتاة ذات وشم التنين» بجائزة «أفضل تدقيق في فيلم». كما نال فيلم «حفظ الوجه» جائزة «أفضل وثائقي قصير»، و»الشاطئ» جائزة «أفضل فيلم قصير»، و»كتب كوريس ليسمور الطائرة المذهلة» جائزة «أفضل فيلم رسوم متحركة قصير». وتميز الحفل بإطلالة الممثل ساشا بارون كوهين، مرتديا زي شخصيته في فيلم «الدكتاتور»، وادعى أنه ينثر رماد الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ إيل على الممثل راين سيكريست. عريسا حفل الأوسكار لحظة صعود المخرج الفرنسي ميشيل هازانافيسيوس لتسلم جائزة أوسكار «أفضل فيلم»، كانت تاريخية، إذ أصبح «الفنان» بذلك أول فيلم روائي لا ينتمي إلى المنطقة الأنغلو – سكسونية يفوز بهذه الجائزة العريقة. وتغلب الفيلم الصامت بالأبيض والأسود، الذي يكرم تاريخ هوليوود ونجوم الأفلام الصامتة كتشارلي شابلين، على ثمانية أفلام أخرى من بينها «هيوغو» لمارتن سكورسيزي و»منتصف الليل في باريس» لوودي آلن و»حصان الحرب» لستيفن سبيلبرغ. وتدور أحداث فيلم «الفنان» حول نجم أفلام صامتة تتراجع نجوميته وشعبيته مع ظهور الأفلام الناطقة ويجد الخلاص في علاقة رومانسية. ويسلط الفيلم الضوء على السينما الصامتة الفرنسي «جورج فالنتين»، الذي يعاني من ظهور السينما الناطقة حوالي عام 1927، لكنه يستطيع التخلص من المشاكل المهنية التي تواجهه بعلاقة حب. وصور الفيلم بالكامل بالأبيض والأسود ولم تذكر فيه أي جمل حوارية نهائيا، ليكون أول فيلم صامت يفوز بجائزة الأوسكار منذ عام 1929. ويحيي الفيلم حقبة السينما الصامتة، ما جعله محط احترام صناع السينما ومحبيها في أنحاء العالم، ورشح الفيلم لخمس جوائز أخرى، أبرزها أفضل سيناريو، أفضل ممثلة في دور مساعد، وأفضل تصوير. وشكر توماس لانغمان، منتج الفيلم، الأكاديمية الأمريكية للفنون السينمائية التي تمنح الأوسكار، لأنها قدمت له «الجائزة التي يحلم بها الجميع». وشكر المخرج ميشيل هازانفيسيوس المخرج الأمريكي بيلي وايدلر، كما أكد، وقد غلب عليه التأثر عند تسلمه جائزة أفضل مخرج، أنه أسعد مخرج في العالم، مضيفا: «لقد نسيت ما ينبغي أن أقوله. الحياة رائعة أحيانا وهي الحال اليوم». أما جان دوجاردان فقال لدى تسلمه جائزته: «لو أن شخصية الفيلم جورج فالنتان كانت تتكلم لقالت، شكرا، الأمر رائع! شكرا جزيلا». وأشاد الممثل أيضا بالنجم الفعلي للسينما الصامتة دوغلاس فيربانكس والممثلين الأمريكيين، الذين استلهم أداءهم، وزوجته ألكسندرا لامي. الفرنسي دوجاردان، الذي توج بجائزة أفضل ممثل، تفوق على نجوم كبار بحجم جورج كلوني وبراد بيت وغاري أولدمان وديمين بشير، فيما تجاوز هازانفيسيوس مخرجين عمالقة أمثال وودي آلن ومارتن سكورسيزي وتيرنس ماليك وآلكسندر باين. «السينما القديمة» حفل توزيع جوائز الأوسكار ال84 لهذا العام تميز بفوز فيلمين يمجدان السينما القديمة وصناعها الأوائل وروادها بعشر جوائز من أصل 25 جائزة تم توزيعها. وإذا كان فيلم «الفنان» يعتبر تمجيدا للسينما القديمة، فإن حفل أول أمس عرف تتويج فيلم آخر يحيي تاريخ السينما القديمة، ويتعلق الأمر بالفيلم ثلاثي الأبعاد «هيوغو» للمخرج الشهير مارتين سكورسيزي، الذي يتناول قصة مخرج أفلام من الجيل الأول لصناع السينما هو جورج ميليس، وكيف يساعده طفل صغير في استعادة حياته بعد مجموعة من الإحباطات الشديدة. «هيغو» فاز بخمس جوائز هو الآخر، اقتنصتها دانتي فيريتا وفرانشيسكا لو شيافو بفوزهما بجائزة أفضل ديكور، فيما فاز الرباعي روبرت ليغاتو وجوس ويليامز، وبين غروسمان وأليكس هينينغ بجائزة أفضل مؤثرات بصرية، فيما فاز توم فليشمان وجون ميدل بجائزة أفضل «مكساج صوت»، وكانت أهم الجوائز بحصول روبرت ريكاردسون على جائزة أفضل تصوير. ورشح الفيلم إلى ست جوائز أخرى، كان من ضمنها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل مونتاج. السينما الإيرانية بفوز فيلم «انفصال» للمخرج أصغر فرهادي بجائزة أوسكار ل»أفضل فيلم أجنبي»، تكون إيران قد حققت أفضل إنجازاتها في تاريخ السينما. وتفوق «انفصال» على أفلام أجنبية أخرى هي «رأس الثور» للمخرج ميكائيل روسكام من بلجيكا و»في الظلمة» لأنييزكا هولاند من بولندا و»السيد لزهر» لفيليب فلاردو من كندا و»فوتنوت» للإسرائيلي جوزيف سيدار. وأهدى المخرج أصغر فرهادي الجائزة إلى الشعب الإيراني، واصفا إياه بصاحب الثقافة والحضارة العريقة. وقال لدى تسلمه جائزة الأوسكار من يدي النجمة الأمريكية ساندرا بولوك: «في وقت من الترهيب والحرب والاعتداءات المتبادلة بين السياسيين، إيران هنا تتحدث عن ثقافتها الغنية والقديمة، التي ظلت مختفية تحت غبار كثيف أمام السياسة. ومن هذا المنبر أقدم هذه الجائزة بفخر لشعب بلدي». ويحكي الفيلم قصة اجتماعية من واقع الحياة اليومية وطبيعة الحياة بين شرائح المجتمع، ويلقي الضوء على أهم منعطفات الحياة الزوجية، وهو من بطولة النجمة الإيرانية ليلى حاتمي وشهاب حسيني وبيمان معادي وسارة بيات، إضافة إلى سارينا فرهادي، ابنة المخرج أصغر فرهادي وعلي أصغر شهبازي. الفيلم الإيراني المتوج سبق أن حصد الكثير من الجوائز في المهرجانات العالمية ورابطات وجمعيات النقاد السينمائيين المرموقة في مختلف أنحاء العالم، كانت أحدثها جائزة «سيزار» الفرنسية لأفضل فيلم أجنبي، بالإضافة إلى ثلاث جوائز من حلقة نقاد لندن، وكذلك جائزة أفضل فيلم أجنبي في الدورة التاسعة والستين لحفل جوائز «غولدن غلوب». الفيلم خطف كذلك جائزة «الدب الذهبي» من مهرجان برلين السينمائي في طبعته الحادية والستين، التي أسدل عليها الستار مؤخرا، وجائزة أفضل فيلم في مهرجانات سان بطرسبورغ في روسيا وسيدني بأستراليا ودوربان بجنوب إفريقيا ويريفان بأرمينيا، كما حصل على جائزة أفضل فيلم في المسابقة الخاصة بالجمهور في مهرجان ملبورن بأستراليا وأفضل فيلم في القسم الفرعي لمهرجان سان سباستيان بإسبانيا وأفضل فيلم في رأي الجمهور في مهرجان فانكوفر بكندا والجائزة الخاصة لهيئة التحكيم في مهرجان أبوظبي السينمائي.
هازانفسيوس.. أول أوسكار فرنسي المخرج الفرنسي، الليتواني الأصل، ميشيل هازانفسيوس (44 سنة)، ورغم إخراجه لأزيد من 12 عملا (مسلسلات وأفلام تلفزية وأفلام سينمائية)، فإنه لم يتوج بأية جائزة إلا بعد إخراجه فيلم "الفنان" العام الماضي. كتب 8 سيناريوهات، وأخرج مسلسلين (1994 و1996) وفيلمين تلفزيين (1992) وفيلما قصيرا (1997)، لكن اسمه لم يرق إلى خانة النجوم في عالم الإخراج، إلا في 2006 بفيلمه "أو.إس.إس 117 – القاهرة عش الجواسيس"، وفي 2009 بالجزء الثاني "أو.إس.إس 117 – ريو دي جانيرو لا ترد". "اختفاء" هازانفسيوس بين عامي 1999 و2006، كان إيجابيا بالنسبة إلى مسار المخرج، الذي عاد بقوة من خلال فيلميه المذكورين، اللذين تعامل فيهما مع جون دوجاردان، علما أنه ساهم في سيناريو فيلم "لي دالطون"، الذي لعب فيه الممثل ذاته دور البطولة (شخصية لوكي لوك). العلاقة بين المخرج هازانفسيوس والممثل جون دوجاردان كانت دوما حميمية ومثمرة، فتعاونهما في مجموعة من الأعمال (لي دالطون ولوكي لوك وأو.إس.إس والفنان) جلب لهما الشهرة وعددا من الجوائز العالمية. المخرج المنتشي بتتويجه كأفضل مخرج في حفل جوائز الأوسكار، أكد أن التعاون مع دوجاردان سيستمر، وأول موعد ينتظره الجمهور هو فيلم "خونة"، الذي يشارك دوجاردان في إخراجه ويلعب فيه دور البطولة، والذي سيخرج إلى القاعات السينمائية الفرنسية والبلجيكية يوم غد الأربعاء.
ميريل ستريب.. الأوسكار الثالث تعتبر النجمة الأمريكية ميريل ستريب من أكثر الفنانات ترشيحا للظفر بجوائز «الأوسكار»، ب17 ترشيحا، غير أنها لم تفز سوى بثلاث جوائز. وفازت ستريب بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «المرأة الحديدية»، الذي جسدت فيه ببراعة دور رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر. ميريل ستريب (62 سنة)، النجمة التي بدأت مشوارها في عالم السينما منذ عام 1975، توجت قبل أول أمس الأحد بجائزتي «أوسكار» كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم «كرامر ضد كرامر» (1979) لمخرجه روبيرت بينتون، و 3 سنوات بعد ذلك في فيلم «اختيار صوفي». وبعد مرور 30 سنة على حصولها على آخر جائزة «أوسكار»، عادت ميريل ستريب لتتسلم الجائزة الثمينة في لحظة مؤثرة، أذرفت خلالها النجمة الأمريكية الدموع وهي تتسلم «الأوسكار» من يدي الفنان كولين فورث. واشتهرت ستريب وهي في التاسعة والعشرين من عمرها بدورها في فيلم الرعب «رحلة إلى أعماق الجحيم»، وسنة بعد ذلك في فيلم «مانهاتن» لوودي آلن عام 1979. نفس السنة شهدت ظهور ستريب في فيلمين آخرين، أبرزهما «كرامر ضد كرامر»، الذي قادها إلى النجومية وإلى أولى جوائز الأوسكار. تألق ستريب في الدراما الكوميدية وأفلام الرعب والكوميديا الموسيقية، جعلها أكثر ممثلة في تاريخ السينما ترشحت لنيل جوائز «الأوسكار»، كما تعتبر مثالا حيا لفنانة حاربت بقوة سلبيات النجومية، وعرفت كيف تحافظ على حياتها الأسرية وتحميها من الصحافة والإشاعات. وتزوجت ستريب عام 1978 من دان غامر وهو فنان نحات، ولها منه 4 أبناء.
جون دوجاردان.. عريس الحفل بات جون إدمون دوجاردان أول ممثل في تاريخ السينما الفرنسية، يفوز بجائزة «الأوسكار» ك»أفضل ممثل»، عن دوره المتميز في فيلم «الفنان». الفنان الكوميدي الفرنسي، بدأ حياته كصانع وبائع للمفاتيح، قبل أن يكتشف مواهبه وميولاته الكوميدية خلال فترة التجنيد التي أداها. في وقت وجيز، تحول دوجاردان من المسارح الصغيرة والحانات والنوادي، التي كان يقدم فيها وصلاته الفكاهية، صوب عالم الكوميديا والسينما الفرنسية. وبعد مجموعة من الأعمال التي قدمها أواسط ونهاية التسعينات، والتي لم تلق الإشعاع والنجاح اللازم، سطع اسم دوجاردان بشكل فعلي في 2004، من خلال دوره في فيلم «زيجات» لمخرجه فاليري غينيابودي، ثم ظهوره في دور نجم الرسوم المتحركة «لوكي لوك»، في فيلم «لي دالطون» في نفس العام. في العام الموالي، ارتفعت أسهم دوجاردان في فرنسا وأوربا في الفيلم الكوميدي «برايس دو نايس»، الشخصية الشهيرة التي اخترعها بنفسه. أولى جوائز دوجاردان، حصل عليها بتعامله مع نفس المخرج الذي توج برفقته في حفل الأوسكار عن فيلم «الفنان»، ميشيل هازانفيسيوس. فيلم «أو.إس.إس 117» كان فاتحة خير على دوجاردان، الذي فاز بجائزة النجمة الذهبية لأول دور رجالي في حفل توزيع جوائز «سيزار». تألق دورجاردان استمر بين سنوات 2006 و2010، إذ شارك في 12 عملا، أبرزها: فيلم «لوكي لوك» وفيلم «كاش» و»99 فرنك»، لكن سنة 2011 تظل الأفضل في مسار الممثل الفرنسي، فدوره في فيلم «الفنان» جعله يحصد العديد من الجوائز إلى جانب «الأوسكار»، إذ ربح جوائز في مهرجانات: كان بفرنسا و»غولدن غلوب» وجائزة جمعية النقاد بلاس فيغاس وجائزة النقاد بمهرجان «فينيكس» والنجمة الذهبية لجوائز «سيزار».